23 ديسمبر، 2024 6:18 م

الديمقراطية لقمة كبيرة الفم لا يسعها

الديمقراطية لقمة كبيرة الفم لا يسعها

مرحبا ايها السادة ……

لقد اسقط الشعب العراقي الطاغية صدام ومن يقول أن الأمريكان أسقطوه فهو على خطاء كبير فلولا إصرار الشعب العراقي لإسقاطه ما سقط صدام حتى ولو تأتي جيوش العالم كله فقد أصبح عبرة لمن تسول له نفسه أن يكون في هذا البلد طاغية أو دكتاتورا وفرح العراقيين بهذا النصر العظيم والتخلص من السنوات السوداء التي مرت بنا والمشكلة التي واجهناها ….
ان أولاد الحرام لم يدعونا نتمتع بالفرح والسعادة بهذا السقوط المبارك فراحوا يفجرون وينهبون ويحرقون ويصنعون الفتن الطائفية ويخلطون الأوراق ليسقطوا هذا الحدث العظيم ( حدث التحرير من الطاغية )  فشق الشعب طريقه رغم المعانات التي عاناها من المشاكل التي عصفت بالبلاد فحدث الحدث الجلل بالانتخابات الأولى بالعراق عام 2005 ففازت قوة شعبية كبيرة بتشكيل الحكومة في انتخابات حرة نزيهة لم يسبق لها مثيل في منطقة الشرق الاوسط وقاطع من قاطع هذه الانتخابات     ( وبعدها ندم ) فانتخب الشعب ممثليه ووقع الاختيار لأحد الثوار المعارضين للعهد البائد رئيسا للوزراء الأستاذ نوري كامل المالكي ودعا الرجل في أول يوم دخل فيه إلى الحكم إلى المصالحة الوطنية العامة ولم يستمع المخربين إلى أصواته فأرادوها فوضى فلتكن فوضى ويتباها ازلام النظام البائد بان غيرهم لم ولن يقود البلد مثلهم فالذي خلقهم لم يخلق غيرهم
بعد فترة ليست بالطويلة حاول بعض الشركاء السياسيين أن يسقطوا الحكومة وافشال العملية السياسية والديمقراطية الهشة من خلال سحب وزرائهم من الوزارات ولكن استمر الوضع بالوزارات الموجودة واستمرت الحكومة لمدة 4 سنوات بقساوته .
كيف يمكن لرئيس وزراء منتخب يقود حكومة بدون نصاب كافي من الوزراء وانه يواجه ثلاثة ضغوط :
 الاول – من الكتل السياسية التي فشلت في الانتخابات
 الثاني – استلام العراق خربة جراء الحروب والدمار والحصار الاقتصادي
 الثالث – محاربة التنظيمات الارهابية التي تعمل في العراق القادمة من كل صوب ونوب
فهذه الضغوط هي التي كانت سبب فشل المالكي في ادارته للدولة العراقية وهذه السنة السابعة تنتهي من رئاسته لمجلس الوزراء ولم يقدم اي شيء يذكر لا امان ولا خدمات ولا حياة كريمة …..
فجائت الديمقراطية بانتخابات مجالس المحافظات وفازت بها كتلة المالكي المنتخب مرة اخرى ولا نعرف كيف فاز !!!! 
ان ديمقراطيات العالم في الانتخابات تختلف عن انتخاباتنا في العراق فدول العالم عندما يفوز شخص بالرأسة يدعمه منافسيه بعد فوزه ويأتون له ويقولون له نحن جنود اوفياء لك وللوطن ونبارك لك الفوز ونحن مستعدين للعمل والتعاون معك لبناء وطننا المنهك … ولكن نحن بالعراق بالعكس فبدأت كثير من القوى بمحاولات شتى لإسقاطه والتأمر على بعضهم البعض لكي يفشل الاخر و يكون لهم ما يريدون كما ان كتلة المالكي بدأت تسحق كل من يقف بطريقهم وتحاول ان تسقط جميع السياسيين المتواجدين لتنفرد بالسلطة والاحداث لمرة ثالثة ورابعة وخامسة ( وترجع سليمة لحالتها القديمة ) كما كنا ويخلق صدام جديد ….
أنا متعجب من التصرفات الغريبة التي يقوم بها كثير من السياسيين وكتلهم بتحركات مضحكة لافشال الحراك السياسي والحقد على الفائز وتهبيط معنوياته كونهم الفاشلين , فلا يعني الفشل بالاتخابات فشل الكتلة وشخصياتها وانما سوء ادارة الكتلة هو الذي افشلها في الانتخابات بمعنا اخر ان الكتلة لم تتفحص جيدا ماذا يريد الشعب العراقي ان ينتخب وما هي الجهات التي تستحق الانتخاب فلم تتم الدراسة الكافية او الاستطلاعات موفقة لعامة الشعب ففشلت الكتلة بالانتخابات ….
كان الاجدر ان يأذخوا الموضوع بروح رياضية عالية وقبول النتيجة وتحمل المسؤولية بما فيها من اخطاء وصعاب
واثبت سياسيي العراق فشلهم وانكشوا اكثرهم اذ جميع الكتل تشارك في الحكومة وتتقاتل على المناصب .  فهل رئيتم في دول العالم دولة لا يوجب فيها كتلة معارضة ؟؟؟ !!!
ومن خلال هذا الصراع استغلت باقة من السياسيين المحسوبين على النظام البائد واندست مع بعض الكتل ودخلت العملية السياسية وبعضها حصل على تعاطف بعض فئات الشعب البائس فتعالت صيحات بعضهم منها تقول ( الله يرحم ايام زمان اليس الوضع قبل احسن من الان ؟ ولو كنا على السابق كان افضل ؟! )  فامتثل بعض من أبناء شعبنا البسيط الطيب لها ولكن آبت كثير من فئات الشعب الأخرى أن تتنازل أو تستسلم لهذا الحدث الواضح تراوغه عليها فدائما نقول لا يصح إلا الصحيح وانا ارد على هذه الصيحات واقول:
 ( من هو الذي وضعنا بهذا الوضع ؟ اليس الذي تبكون عليه وتترحمون على ايامه ؟ اليس رعونته اوصلت البلد الى هذا الحال ؟ على الاقل بامكان الشعب العراق الان الكلام وان يعطي رايه بما يحدث بديمقراطية ولا احد يمسه ,فأين ايام زمان من ايام اليوم ؟ )
 فقد حاولت بعض القوائم المشبوهة التشبث والتقرب من باقي القوائم الاخرى ولم تجد لنفسها مكان كونها مفضوحة ومكشوفة فان كل ما تعمله هذه المجموعات التي تحوي في داخلها بعض العناصر المندسة بتخريب الأوضاع السياسية واللعب على الحبال لوجود عودة سهلة وبسيطة لأزلام الحكم البائد وارجاعنا الى الدكتاتورية المقيته ولكن هذا لن يحصلون عليه الا في أحلامهم …
يتوقع العراقييون وكثير من الدول الحديثة الديمقراطية ان النظام الديمقراطي سهل , ولكن احب ان اوضح لكم ليس كما تتوقعون فان بكثير من الدول التي تعتبر نفسها ضليعة بالديمقراطية يحصل امور كثيرة في الانتخابات ما انزل الله بها من سلطان وتحدث كثير من الاشكالات والمطاحنات وبعض من ابناء الشعب عند قرب الانتخابات يهرب من البلد او ينقل امواله الى الخارج خوفا من المصير المجهول بعد الانتخابات
والله يعلم وانتم لا تعلمون فلذلك ونرجع ونقول الديمقراطية لقمة كبيرة الفم لاتسعها