صحيح أن العراقيين لازالوا هواة في تبني النظام الديمقراطي ولم يصلوا لحد اللحظة الى الاحترافية وأجادت اللعبة الديمقراطية ، وقد يكون ذلك مبرراً بسبب بسيط لايخفى على الكثيرين وهو أن التجارب الديمقراطية في الأنظمة التي سبقتنا احتاجت إلى عقود من الزمن لترسيخ مفاهيم التجربة الديمقراطية والوصول إلى مرحلة النضوج ومن ثم تحولت إلى ثقافة استطاعت أن تفرض نفسها لتصبح بعد ذلك مطلباً للشعوب الرازحة تحت نير الأنظمة الدكتاتورية ولعل الشعب العراقي كان صاحب المبادرة الأولى بالإطاحة بالنظام الدكتاتوري البعثي الذي قاده المقبور صدام حسين في العراق حيث استطاع الشعب العراقي من كسر جبروت الطاغية صدام وبالتالي إرغام الإرادة الدولية على اتخاذ قرار إسقاط ذلك النظام ،وهذا اجج موقفا عربياً رافضاً للعملية السياسية الناتجة من عملية إسقاط النظام الدكتاتوري بسبب القاسم المشترك بين طبيعة الأنظمة العربية الدكتاتورية فسقوط دكتاتور بحجم صدام وإجرامه يعني كسر حاجز الخوف لدى الشعوب العربية وبالتالي خروج المارد من قمقمه وبالفعل فقد كان الربيع العربي الذي أزهر بدماء العراقيين وتضحياتهم !ونتيجة لنبوءة الرؤساء والمشايخ العرب الدقيقة فقد نصبوا جهودهم وأموالهم لإفشال النظام الديمقراطي في العراق وفتحوا حدودهم لدخول الأوباش الذين أوغلوا في دماء العراقيين عبر تفجير جثثهم النتنة ،بيد أن الشعب العراقي وقف بوجه تلك الهجمة الشرسة حيث تحطمت جميع مخططات الأعداء على صخرة صموده !ولاشك أن شعباً بهذه الشجاعة والبسالة يحتاج من قياداته الدينية والسياسية كل التقدير والوفاء ولعل من ابرز مصاديق الوفاء لذلك الشعب هو احترام تضحيات أبناءه وصيانة دماء شهداءه الذين قضوا على منحر الحرية التي هي اثمن من الحياة !وذلك بالإسراع في توقيع أحكام الإعدام الصادرة بحق من جاءوا عبر الحدود لقتل الشعب العراقي مع سبق الإصرار والترصد لالشي سوى أن العراقيين تخلصوا من العبودية والدكتاتورية فهل يعقل أن لايوقع حكم الإعدام على من أزهق أرواح الآلاف من العراقيين بسبب تفجيره لقبة الإمامين العسكريين في سامراءعام (2006)! وقاد البلاد الى فتيل حرب طائفية وأدت بحكمة العقلاء ؟فماالذي ينتظره السيد جلال طالباني ؟ هل ينتظر وساطة الرئيس التونسي لإطلاق سراح ابن بلده ؟ وهل يعقل أن يكون المفاوض التونسي بهذه الوقاحة ؟ صحيح اننا لازلنا نحبو في تجربتنا الديمقراطية ولكن هل يعقل ان تكون الديمقراطية الاستهانة بدمائنا .