9 أبريل، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

الديمقراطية لاتصلح للمجتمعات المتدينة والعشائرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

الديمقراطية نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي حديث ولد في المجتمعات المتحضرة وعاش وترعرع فيها ، وحينما تنقله لاي مجتمع متخلف في العالم فانه لايستطيع ان العمل واذا أرغم على العمل بالقوة فانه يتحول الى سلاح اخطر من اسلحة الدمار الشامل فيفتك بالملايين من البشر ويلوث مساحات شاسعة ويجعلها غير صالحة للسكن . هذا هو الذي لمسه العراقيين حقيقية من السلاح الديمقراطي بعد ٢٠٠٣ . نعم النظام الديمقراطي نعمة للمجتمعات المتحضرة ولكن هذا النظام نقمة على المجتمعات المتخلفة . لأيمكن ان يعمل اي نظام ديمقراطي حديث في اي بقعة من العالم اذا لم تتوفر البني الديمقراطية الحديثة لهذا النظام واهمها١وجود اقتصاد حر ، ٢ وجود قضاء عادل ،٣ وجود ثقافة وقيم وتقاليد عالمية . وهذه البنى الثلاثة غير موجودة بالمجتمع العراقي لهذا كانت الديمقراطية وبالا عليه بعد ٢٠٠٣ . وبعد عام ٢٠٠٣ كان العقلاء القلة ذوو الصوت الغير المسموع من العراقيين يشاهدون الكارثة التي ستحل بالعراق نتيجة اصرار مرجعية النجف على انتقال السلطة من قوات الاحتلال الى العراقيين عن طريق الانتخابات . في كل تاريخ العالم لم يجري شعب انتخابات بوجود قوات الاحتلال الا في التاريخ العراقي وبعهد السيستاني ! كيف ولماذا حصل هذا ؟ هذا ماستعرفه الأجيال العراقية القادمة عندما تفتح الملفات المغلقة . ولحد اليوم لازالت مرجعية النجف تطبل لكل انتخابات و تخدع العراقيين بخطبها وتقول لهم (ان الديمقراطية ممارسة تراكمية ولا تحدث بين ليلة وضحاها وهي تحتاج الى عشرات السنين ) وهذه كلمة حق يراد بها باطل نتيجة غياب كل البنى التحتية للديمقراطية بالعراق . فالدولة العراقية ذات اقتصاد بدائي منذ الحصار ١٩٩١ أصبحت بلا اقتصاد تعيش على الريع البترولي بعد ٢٠٠٣ ، والقضاء الغير السياسي الذي كان يمتلك مصداقية نسبية قبل ٢٠٠٣ انهار تماما بعد ٢٠٠٣ لصالح شرائع المعممين والأعراف العشائرية الفوضوية ، والثقافة والتقاليد والقيم العلمانية النسبية قبل ٢٠٠٣ استبدلت بالثقافة الخرافية المذهبية والأعراف والتقاليد العشائرية البالية . لقد خلقت دولة جديدة ومجتمع جديد بالعراق ليس على الطراز الألماني او الياباني الحديث ولكن على الطراز الصفوي والعثماني ، دولة ومجتمع يلعب بها طوبة مراجع الدين وشيوخ العشائر بواسطة مليشياتهم المقدسة الدينية والشريفة العشائرية . وأصبح المعممون وشيوخ العشائر يلتقون السفراء وتوجه لهم دعوات رسمية من قبل رؤوساء دول ، وتهدى لهم الأموال من الخارج وعندهم حسابات مصرفية بمليارات الدولارات ، وعندي يأتي موعد كل انتخابات بالعراق يدعون قطعانهم لانتخاب الأصلح وتجنب تجريب المجرب وان ( الانتخابات من الإيمان ) .. لماذا هذا الأسرار على الانتخابات بالعراق من قبل مرجعية النجف رغم علمهما بمفاسدها الكبيرة !؟ لان الانتخابات تمنحهم التفويض الشعبي والغطاء القانوني لهم ولأتباعهم من المليشيات والأحزاب من اجل نشر الإرهاب والتطرف والفرهود والجهل والخرافة بأسم الشعب والبنيابة عنه . هذا هو التوصيف لهذه المشكلة ! فكيف يكون الحل !؟ الحل هو ان يتخلى الشعب العراقي خاصة الشباب منهم عن هذه الطبقة الطفيلية التي عاشت بهم وبلدهم فسادا وهم كل من ١ مراجع وشيوخ الدين ٢ شيوخ العشائر اذا فعلوا هذا وركلوا المذاهب والعشائر بأحذيتهم وهجروها وتخلصوا من العبودية و الظلام ستفتح لهم آفاقا واسعة للنور ولحياة كريمة يعيشون بها كبشر من الدرجة الاولى حالهم حال الفرنسي والأمريكي والاسرائيلي . وعندها تبت الديمقراطية الحقيقية بالعراق مثل النبات الطبيعي لتوفر كل شروط إنباتها وهي ١ انسان حر ، ٢اقتصاد حر ، ٣ قانون وضعي محترم وعادل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب