ما كنت احسب ان الديمقراطية ستفسر هكذا في اوساطنا، اجزم اننا فهمنا معناها عكساً، ورحنا نعلق كل اخطائنا على شماعة الديمقراطية العرجاء، فوضى عارمة، شتم وسباب عم احاديثنا، حيث انك تطبق اقدس وادق مفاهيم الديمقراطية وانت تشتم كل الطبقة السياسية المتصدية؛ وانت في مكان عام! والاعظم ان اغلب الحاضرين سيعلقون على صدرك انواط الشجاعة والثقافة والكياسة السياسية.
لمن لا يعرفها فهي حكم الشعب، أي يقدم الشعب جدوى للحكم المشترك بينه وبين المتصدي، واذا ما حصلت خروقات، سيقدم الشعب انتقاداته البناءة، لتسير عليها الحكومة، لذلك حدد الحكم في زمن الديمقراطية ببضع سنوات، لكي يحدد من خلالها من اخفق في خدمة شعبه، وبعدها يحاسب بتنحيته عن طريق صناديق الاقتراع، وبهذا يتم المعنى الأقرب للديمقراطية بعيداً عن التنكيل والفبركة والتسقيط.
على مر الدهور لم تكن المرجعية الدينية مجاملةً، لكي لا تدخل في دائرة النفاق (حاشاها)، فالعجب كل العجب لمن يشير للمرجعية بأصابع الاتهام بالفساد السياسي المستشري، ويشركها في سرقات من مكنهم الشعب، لاسيما وانها بح صوتها وهي تنادي: عليكم بالاصلح الذي يزيح بدربه الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد،
لكن.
الشعب بقي غافياً على رومانسية الاهازيج التسقيطية التي جعلت الجميع في نفس لوحة الاتهام، والسبب ان كل من تصدى هو فاسد فوجب تسقيطه وهذا خلاف العقل والمنطق، فحاشا لعلي (ع) ان يشترك بنتانة الفساد الذي استحم به معاوية! مع انهم في واحة سياسية واحدة.
في خضم هذه الاحداث يبقى الصراع للضمير، من سينتصر عامل الخير ام عامل الشر؟ عالم التسقيط والفبركة ام عالم الوطنية والحرص على صيانة البلد؟ فمن يقتنع ان الجميع فاسد، فقد غَلَبَ قلبه على عقله، ومن يرى ان المرجعية مشتركة بالفساد! فقد غَلَبَ مصلحته على ضميره، ومن هنا لابد ان يرى الشعب بعين الوطن، ويميز بين من يَخدُم ومن يٌخدَم، وحينها يدلي بصوته.
خلاصة القول: الكرة بأيدينا والملعب صناديق الاقتراع، فمن اقتنع ان العزوف عن الانتخابات حلاً، فلا عقل له، ومن لم يستطع انتشال الصالح من بين زحمة المرشحين، فالخلل فيه لا بغيره، ومن نظر بعين الشخصنة وهو يقترع، فَقَدَ وطنه، فلا يغرنكم زعيق الجيوش الالكترونية، وحافظوا على وطنكم، فالمرحلة القادمة اذا تمكن الفاسدين غرقنا، وان تمكن الصالحين نجونا.