انصفت الجماهير التونسية الواعية نفسها أولاً حين صوتت اغلبيتها يوم امس لصالح القوى الديمقراطية والعلمانية ، مثلما انصفت أخلاقية عصر الحرية ، الذي كان قد حلم به الشهيد التونسي محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه في 17 – 12 – 2010 احتجاجاً على الظلم والظلام الذي رسمته اجهزة الحكم الدكتاتوري السابق في زمن زين العابدين بن علي.
انتهت الازمة الانتقالية التونسية بقيمٍ اخلاقية عليا . بوعيها ونضالها السلمي تقدمت (الديمقراطية) التونسية كثيراً ، في الانتخابات البرلمانية ، بينما تراجعت قوى (الاسلام السياسي) قليلاً، مما يعني ان المجتمع التونسي ما زال يسير في درب الربيع العربي، درب الحداثة والديمقراطية مستلهماً الروح الديمقراطية ايضاً.
قدمتْ تجربة تونس الانتخابية يوم امس ظاهرة واقعية أكدتْ: (أن دوام الحال شيء محال). لقد تغلــّب الخط السياسي الديمقراطي – العلماني على خطوط الاسلام السياسي. كما كان من ظواهر طمأنة الشعب التونسي مبادرة زعيم الاسلام السياسي التونسي – زعيم حزب النهضة الاسلامي – بتقديم التهاني للعلمانيين الديمقراطيين الفائزين – حزب نداء تونس – بجولة الانتخابات البرلمانية للتأكيد أن الثورة التونسية تحولت من (ثورة شارع) الى (ثورة قانون) ومن ثم الى (ثورة انتخابات) وسوف تتوجه إلى أن تكون خلال السنوات القادمة (ثورة برلمان) للتبصر بمصالح الناس التوانسة ،الاجتماعية، والمعيشية ،والاقتصادية ، ونشر الوعي الكلي بالحرية والديمقراطية لتحقيق مجتمع أفضل وحياة أفضل. .
هذا يدل على أن انتصار (الديمقراطية الحقيقية) على (الفوضى السياسية) بكل انواعها بما فيها (الفوضى الخلاقة) أمر ممكن رغم انه لم ينتج منها وعنها ، في بلادنا ،خلال 10 سنوات عجاف بعد نيسان 2003 غير (القفز الفجائي) الى (وراء) وليس إلى (أمام) بقيادة أحزاب الإسلام السياسي العراقي ونهج المحاصصة الطائفية ..!
هناك حقيقة عراقية لا بد من التذكير بها هي: أن الاسلام السياسي حين يحل مشكلة واحدة يخلق بديلها مائة مشكلة..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام:
ينفتح صندوق الديمقراطية حين يدق الديمقراطيون عليه كثيراً..!