18 ديسمبر، 2024 11:52 م

الديمقراطية بخير

الديمقراطية بخير

في العراق لدينا ديمقراطية نفخر نحن العراقيون بها وبإنفسنا بالطبع , فنحن جديرون بهذه النعمة التي هبطت علينا من السماء الأمريكية الزاخرة بالبروق والمطر على حد التعبير السيابي . لدينا والحمد لله حكومة منتخبة من قبل الشعب , ساهرة عليه وعلى الوطن . يستظل تحت قبة البرلمان رجال ونساء أنيقون يرفلون بأفخر الثياب من كل صنف ٍ ولون . فالزي الأوربي فرض نفسه كما هو شكل الحكومة المودرن . ولأننا ديمقراطيون فقاعة البرلمان الواسعة كقلوبنا فيها متسع لأزياء أخرى منها التراثية كالعمامة فوق الجبة ومنها الفلكلورية كالسدارة البغدادية والعقال الأسود يشمخ فوق الغترة البيضاء ولا ننسى فأن لكل قومية ٍ وطائفة ٍ زي خاص لا يمكن شطب رمزيته وحضوره في العقل الجمعي . ديمقراطيتنا بخير طالما أن قادتنا بخير , ينعمون بالصحة والمال الوفير وبالجاه . لا يهم الناس تموت بفعل المفخخات السياسية وكواتم الصوت وبالفساد الذي ينخر بجسد حكومتها والأمراض التي تفتك بالفقراء . لا يهم الناس تعيش في الظلام في عصر الأنوار بلا كهرباء مادام الطاغية قد سقط ولم يعد لنا من طغاة ولا مستبدين وبعد أن حل الأمن وخيم الأمان ما ضّر بضعة فاسدين نهبوا خزائن الأرض أليسوا هم أفرادا ً من الشعب أيضا ً ؟ ألم يخرج الشعب عن بكرة أبيه متحديا ً الإرهاب ولحظات الروع ليلطخ أصبعه بالحبر البنفسجي وينتخب له شلة ً إنتقاها من بين الملايين لتمثله في السراء والضراء ؟ علام الحزن والوجوم باديا ً على وجوه الناس إذن ؟ أليست ديمقراطيتنا بخير , وديمقراطيونا وإن إختلفوا فيما بينهم وإن إحتربوا أو فاض الكأس وإريقت دماء وزُهقت أرواح وبُيع النفط في السوق السوداء وإمتلأت السجون بالناس وتكدست أكوام القمامة حتى غدت تلالا ً في الشوارع وزكمت روائحها الأنوف , تظل أنوف الساسة شامخة ورؤوسهم مرفوعة وهاماتهم تطاول السماء . لنشكر الرب على نعمة الديمقراطية الهابطة علينا لا ندري أم من السماء أم من الأرض ؟
[email protected]