الجرعة الكبيرة من الدواء قد تقتل صاحبها!، الديمقراطية جرعة كبيرة تناولها العراق، دون النظر الى النشرة الداخلية للدواء، علاج وصف للتخلص من الدكتاتورية والتسلطية. دون إتباع مخطط لوسائل تحقيقها، حيث غلب المفهوم العام على الخاص، وبدأنا نتخبط بالوصول إلى هرم الفائدة.
الديمقراطية (Democratic) هي حكومة الشعب، وإشراكه في صنع القرار بمفهومه العام، إما الخاص فالديمقراطية هو نظام “سلوكي” يستخدمه الأفراد في إدارة الحياة الطبيعية، مثل الانتخاب والتصويت والمشاركة، جميعها وسائل لتحقيق الهدف، ولا يوجد هدف دون مسودة نظام.
ولاعتبارها “سلوك فردي” يتطلب تطبيقها من الفرد ثم المجتمع، خطوة بخطوة حينما تكون الحياة المدنية لطبيعة الفرد ديمقراطية، تبدأ مع الذات ثم المحيط والمجتمع. وتتحقق في جسد المجتمع بوادر المشاركة والوعي، تلقائيا يتحول النظام كله الى هيكلية منظمة ومستمرة في التعايش السلمي.
عندما يبدأ الإنسان بالمصالحة مع ذاته، ويكون ديمقراطيا مع نفسه وأسرته، والمدير في مدرسته، والمسؤول في دائرته، ليتكون لديك مجتمع متكامل يفقه الحقوق والواجبات، وهنا تتحقق الديمقراطية المدنية. وبالتالي يبدأ العمل تدريجيا إلى بناء نظام عام يتمتع بالمشاركة ومفهوم الرأي، وذلك عندما يكون جسد المجتمع قد اعتاد على جرعة الديمقراطية، وبدأ برفض أي مصلا غريب يتدخل في جسده.
ومن هنا يستطيع أن يطبق ما تعايش معه، حتى يوصله إلى نظامه السياسي، ضبط النظام المدني برؤية المشاركة، تنعكس تلقائيا على نظامه الحكم، إذن الصعود بخطوة واحدة من الأسفل إلى الأعلى بمفهوم الديمقراطية أي من الفرد والمجتمع ثم رأس الدولة.
عندما تبني مجتمعا مدنيا ديمقراطية مع الدائرة الصغيرة، المتمثلة في محيط الأسرة والعمل، نحقق وقتها ديمقراطية عامة، بتبادل الأدوار في المسؤولية، وتخلق قاعدة اجتماعية مستمرة، ترفض التغيير على ما تعودت عليه من الحرية.