8 أبريل، 2024 5:29 م
Search
Close this search box.

الديمقراطية العرجاء وفوضى الحرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما سقط النظام الملكي وجاء النظام الجمهوري على يد مجموعة من ظباط الجيش ‘ وفتح باب الفوضى على العراق ولم يهدء لحد هذا اليوم ‘ بعد ذلكَ بشهور ‘ ظهرت ظاهرة غريبة بين جيل الشباب في كثير من مدن العراق تحت عنوان (الحرية بعد سقوط الرجعية !) فمثلاً في مدينة السليمانية المعروفة بسرعة التأثر بالمتغيرات ‘ رأينا الشابات والشبان يلبسون حذاء !! بعكس الاصول ‘ فرد اليسار على اليمين وبالعكس ! والشابات تلبسن ملابس (الرجال)!! وعندما تستفسر عن معنى كل ذلك يأتيك الجواب واضحاً : أحنا أحرار !! انتهى عصر الرجعية وبدء عصر الحرية ‘ ويتكرر هذا دون أن يسألهم أحد ‘ وأتذكر كأنه اليوم ‘ كانت نهاية عام 1958 كنت أبحث عن نسخة من جريدة (زين) ‘  مرت مجموعة من هولاء الشبان والشابات  أمام مكتبة (كّه لاويز)  ‘ وهم يتباهون بالحرية من خلال تلك المظاهر الغريبة  !  فعلق الاستاذ محمد رسول هاوار (صاحب المكتبة) : يبدو أن الحرية دخلت علينا من الباب الخلفي ..!! وهذا خطر جداً …. ‘‘ ومنذ تلك الايام لم تأتى حرية التغيير الذي حصل في تموز 1958 للعراقيين غير الدم والدموع وصراع كل الإتجاهات ( من أقصى اليسار مدعين الحرية للكادحين الى أقصى اليمين مدعين انهم المدافع الامين عن حرية الاصل والفصل والقيم و …ألخ )… ألى أن سقط كل هولاء المدعيين بسوط المحتل الذى سمى نفسه (المحرر) وبعد قتل وتشريد أضعاف أضعاف وأضعاف !! ماشرد وقتل خلال أربعين عام من حكم الرجعيين عملاء (الغرب) !!!‘ وبعد فترة من سقوط (كل أركان دولة العراق ) وأجرت إنتخاباتين  في ظل الاحتلال ‘  كنا نسمع بين الفواصل  الاعلانية للمحتل  عن منجزات التحرير : ( أن العراقيين ذهبوا مرتين ‘  ولأول مرة في التأريخ إلى الانتخابات ‘ لاختيار ممثليهم الشرعيين !!) علما أن العراقيين (وهم يعرفون أكثر حتى من جيل بعد 1958 من العراقيين ) وخلال 40 عاماً ذهبوا إلى الانتخابات أكثر من عشرة مرات وعلى طريقة الغربية  !
مناسبة المرور بهذه الذكريات ‘ هي حمى الاستعداد للانتخابات التشريعية في العراق وذلك في  نيسان 2014 حيث لحين كتابة هذه الذكريات وصل عدد الكيانات التى تشترك في الإنتخابات الى  أكثرمن 140  كيان سياسي ..! وكل كيان يحلف (بكل المقدسات ) بانه سينهي كابوس الفوضى في البلد ..!! وعندما نطلع على هذا الرقم و نقرأ تجارب ( ديمقراطية و إنتخابات كأحد أركان نظام الديمقراطي لتبادل الحكم ) لشعوب العالم وحتى الشرقية (طبعاً اقصى وليس الادنى ولا المتوسط !) لاتتعدى الاحزاب المشاركة في الانتخابات العامة ثلاث او اربعة من الاحزاب لهم جذورفي حياة شعوبهم ‘ ما بني على خطأ ستكون كل نتائجه خطأ ‘ ان تغيير الذي حصل في العراق في 1958 والحرية التى ادعى التغيير انها جاءت بها لشعب استقبلتها الاحزاب بالفوضى بدءاً من ظهور عقد التأمر الذي لم ينتهي بمجازر (اشهرها ماحدث في كركوك ثم الموصل وايام رفع حبال الاعدام اوالسحل ثم انكار شراكة القومية الثانية الكرد في بناء العراق ) إلى أن اوصل هذا الوطن الجريح وشعبة (المظلوم ….!!) الى السقوط بيد اشرس قوة غاشمة على الإطلاق على وجة الارض (أمريكا ) وهي ولحد الان تنشر كل ما فيها (فوضى) بكل الطرق من ضمنها هذه الديمقراطية العرجاء وهي تعرف حق المعرفه انه لو نفذت في (ولاياتها المتحدة ) لأنتجت 52 ولاية مبعثرة …
ان الادارة الامريكية مرتاحة جداً ان الديمقراطية في العراق وصلت الى وضع بأس الى حد أن رئيس الوزراء يتهم شركائه في بناء العراق (القوي) بالتأمر على حكومته بعرقلة عمل  مجاري الصرف الصحي كطريقة لاسقاط حكومته عن طريق اغراق العاصمة بماء المطر !!……أليس كل طرف حر فيما يختاره من اجل البقاء..؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب