23 ديسمبر، 2024 11:17 ص

الديمقراطية العراقية وإسكات الصوت الصحفي

الديمقراطية العراقية وإسكات الصوت الصحفي

يحتفل  شهداء الصحافة العراقية في (( يوم الصحافة العراقية))  الذي استقبلته الأسرة الصحفية بتوديع زميل أخر لهم  ، حيث تعد  عملية اغتيال الزميل الصحفي زامل غنام على يد ميليشيات متنفذه في الحكومة  هي الأبشع على مستوى التمثيل بالجثث  وهي في ذات الوقت رسالة إلى كل الصحفيين والإعلاميين تقول  أن مصير من يعارض الحكومة وإيران سوف يفصل رأسه ويقطع لسانه. في ذات الوقت هي  رسالة تعزيه لقانون (( حماية الصحفيين ) الميت أصلا ، هذه الجريمة تجعل العمل الإعلامي في العراق ما يزال  من أخطر الأعمال سواء على المستوى المحلي أو العالمي اذ لم يشهد العالم بأسره وعلى الرغم من كل الحروب والكوارث التي عصفت بالعديد من الدول ما شهده العراق من استهداف للإعلاميين , يتمثل تارة بالاغتيالات التي تتم بسرعة وعن بعد, وتارة أخرى بالقتل الوحشي الذي ينفذ بيد (( ميليشيات مجرمة محمية من الحكومة)) تقوم بخطف الضحايا تحت تهديد السلاح. ومما يزيد من فرص الخطورة وتعقيد العمل الصحفي في العراق أيضا ما يتعرض إليه العاملون في الصحافة من ملاحقة واعتقالات وأخرها  ((اعتقال الصحفيين محمد فؤاد توفيق وافضل جمعة الذين يعملان لحساب(( ANB   ومقاضاة بدعاوى كيدية وعلى نحو متواتر يثير القلق.  أو إغلاق مؤسسات إعلامية أو مهاجمة مقار بعضها ،الأمر الذي ينعكس سلبا بالتأكيد على حرية الرأي والتعبير وعلى انسيابية حركة الإعلام والصحافة وبما يجعل حرية الصحافة في العراق تمضي صوب منزلق خطير ومن دون اتخاذ تدابير عاجلة أو حتى بطيئة من المنظمات الدولية المهتمة بالأعلام بكل أنواعها وتسمياتها لوقف نزيف الدم والفكر أو حتى متضامنة القلق الذي يعصف بأرواح من تبقى من الصحفيين الذين يعيشون ظروفا بالغة الصعوبة والتعقيد. إن الصحافة التي سميت بالسلطة الرابعة، تبعا لأهميتها ودورها الرائد في الدفاع عن المواطن ضد الاستبداد السياسي والتغريب واستلاب الهوية، فقد باتت  محوّرة في العراق طبقا لمنهج المحتل والأطراف الحاكمة، ووفقا لمقتضيات مصالح الأجندات  الأحزاب السياسية التي وجدت في الإعلام وسيله ترويج بضاعتها على البسطاء ، والمتابع يؤشر ما يلي  بشأن  السياسة الإعلامية  لما بعد 2003 والتي تحكمها المعاير المزدوجة والتي تتحكم بها أجندات ذات مصالح معينه. أهم ما يمكن تأشيرة.
1- تقاطعت  السياسة الإعلامية للحكومة مع مصلحة المواطن وباتت أحدى الوسائل الفعالة في قهره.،
2- حاولت السياسة الإعلامية  تثبيت أركان واقع اجتماعي افتراضي، يقسّم المجتمع إلى مجتمعيات صغرى طائفية وعرقية.
3-  عمدت على تبرير  القتل الذي تمارسه الميلشيات المدعومة من الحكومة والأحزاب والتدمير والفساد بكل صوره.
4- مارست أكبر عملية تزوير للحقائق على الأرض، في سبيل استمرارية السلطات السياسية في الحكم.
وبذلك تخلت هي الأخرى عن دورها الشريف والمقدس في تفعيل الوعي الاجتماعي، والتبصير بعيوب السلطات وتحقيق متطلبات المواطن.
5- أانتهجت نفس أسلوب الكذب والتضليل الذي مارسته وسائل أعلام عالمية غربية، عشية غزو واحتلال العراق لتحقيق أغراض سياسية ثبت أنها باطلة.
أن تحكم الأحزاب الطائفية وبعض المنظمات المشبوهة التي  سمحت  حكومات الاحتلال المتعاقبة بالعمل في العراق و بأغطية مختلفة، في عملية تمويل الصحف وتدريب الصحفيين العراقيين، مما خلق صورة مشوهة للعمل الإعلامي في العراق، حيث لعب التمويل  في إبعاد الإعلام عن عمله الحيادي . ومارست بعض الوسائل الإعلامية  اكبر  عملية غسيل دماغ  تمارس ضد شعب يتعرض لتدمير ممنهج  بوسائل مؤثرة، وتحت مسميات براقة تتبجح بحرية القول والكتابة، التي لا وجود حقيقيا لها.
أن الواقع المزري الحالي الذي يمر في العراق كوطن ألقى بظلاله على الإعلام وبكل إشكاله  . لذلك نرى أن الصحفيين والإعلاميين الوطنيين تعرضوا إلى التصفية والقتل والتهجير. وقد عمدت الحكومة ومعها  الأحزاب السياسية ألداخله في العملية السياسية التي أوجدها المحتل إلى  إبعاد الأصوات والأقلام العراقية الوطنية من العمل في المؤسسات الإعلامية التي تمتلكها .