9 أبريل، 2024 12:34 م
Search
Close this search box.

الديمقراطية العراقية: أم المهازل والمخازي والعار

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما احتلت القوات البريطانية العراق خلال الحرب العالمية الأولى لاقت مقاومة شديدة من قبل الجهاديين والجيش العثماني مما أدى الى استسلام وتقهقر القوات البريطانية عند الكوت. ونظرا لأهمية العراق الستراتيجية وخطوط المواصلات فقد عمدت تلك القوات لاتباع سياسة (فرق تسد) و أعلنت انها اتتت لكي تحرر العراق من الهيمينة التركية العثمانية. هكذا صار شعارهم (اتينا محررين ولسنا محتلين). وبسبب المعاناة والاجحاف وسياسة العبودية والتهميش والطبقية والاقطاع والعنصرية التركية ضد العرب وكذلك الاكراد فقد استحسن بعض العراقيين مقولة التحرير المسمومة تلك وقام العديد منهم بتأسيس أحزاب قومية عربية. وقد درس الإنكليز النفسية والواقع العراقي فعزفوا على تلك الاوتار الحساسة معزوفة وصلوا من خلالها شمال العراق وسيطروا على بغداد. وكعادتهم أي الإنكليز غرسوا بؤر عديدة للفتن وزرعوا فيها الغامهم بناءا على فرق تسد تلك المعزوفة التي هم يستخدمونها في الداخل البريطاني.

 

وبعد ما يقارب من اقل من مئة سنة تكرر سيناريو تحرير العراق على ايدي المجرم جورج بوش الصغير والمجرم توني بلير الوضيع عام ٢٠٠٣ تحت ذرائع كاذبة ثم كرروا نفس المقولة الا وهي لجلب الديمقراطية للعراق كبديل عن النظام الدكتاتوري. والواقع الذي اثبتته السنوات السابقة هو انهم أرادوا تدمير واضعاف وتمزيق العراق كبداية لتمزيق المنطقة. كان نظام صدام حسين دكتاتوريا ولكنه بنى دولة لها هيبة وجيش قوي وكان كلما تم تديمر منشئاته في حروبهم يتم اعادتها بشكل افضل. كان العراق يسابق الخطى نحو ان يكون دولة متقدمة صناعيا ومصدرة للعديد من الصناعات والمنتجات الزراعية والأخرى ورائدة في علم الفضاء والاقمار الصناعية والتكنولوجية المتطورة والذرية علاوة على فتح العديد من مراكز البحث والجامعات والمؤسسات التدريبية واستقطاب العقول والتنمية والبحوث في كافة المجالات ناهيك عن المنتديات الأدبية والقومية العربية ومنح الاكراد حكم ذاتي لم يكن يحلم به ولحد الان باقي الاكراد في ايران او تركيا او سوريا. وتم تأميم الثروة النفطية من هيمنة الشركات الأجنبية مما وفر اقتصاد متنامي وقوة للدينار العراقي بحيث كان الدينار العراقي يساوي اكثر من ثلاثة دولارات أمريكية بل وتتسابق البنوك الأجنبية لاقتنائه. وقد اصبح العراق من افضل البلدان في المجالات الصحية والعلمية والتربوية والزراعية والبحوث العلمية واصبح يملك جامعات رصينة ذات هيئات تدريسية مرموقة ومناهة علمية رصينة معترف بها من كافة الجامعات العالمية. وفوق ذلك وهذا كانت حدود العراق محمية بشكل لايخترق وتم ادخال صنوف وصناعات عسكرية لم يكن يحلم بها أي بلد اخر مجاور. وامتلك العراق جيشاً وطنيا يعد من افضل الجيوش في العالم بل وتم تصنيفه بعد الجيش الصيني لاسيما انه امتلك خبرة لم تكن تتسنى لغيره من خلال الحرب التي فرضت عليه والتي سميت بقادسية صدام. كما ويمتلك العراق عقول مهنية ذات خبرة عالية في كافة المجالات العلمية والأدبية والفن وباقي العلوم التي تسنت لطبقات الشعب كافة دون تفريق بين فقير وغني او على أسس طائفية فان نظام صدام حسين فتح المجال للجميع من اجل الوصول في كافة الدراسات. وقد أدخلت الطاقة النووية في مفاعل تموز للأغراض السلمية والبحث العلمي منذ عام ١٩٧٦ بالتعاون مع فرنسا بمفاعلين اثنين هما تموز ١ وتموز ٢. وقد تعاونت ايران خميني وإسرائيل على تدمير هذا المفاعل اثناء الحرب فقد استهدفت طائرات النظام الخميني المفاعل بعملية فاشلة اسمتها السيف المحروق مما اصبته باضرار طفيفة تم إصلاحها عام ١٩٨٠ ولكن بعد سنة قامت إسرائيل بعملية قصف اسمتها بابل دمرت فيها المفاعل وتم قتل ما لايقل من ٧ شهداء عراقيين من خلال الضربة. وقد قام نظام صدام حسين ببناء طرق سريعة وشبكة دفاع جوي متقدمة تمكن العراق فيها من تشكيل قواطع الدفاع الجوي الأربعة التي تغطي سماء العراق باحدث شبكة من الرادارات وبادارة كوادر هندسية متقدمة. وقد تم بناء مستشفيات تعليمية ذات كوادر طبية متخصصة ومدربة وحائزة على شهادات عليا من اعرق الجامعات لان صدام حسين صرف عليها مبالغ طائلة أي الكوادر الطبية من اجل ايفادها للخارج من اجل التدريب والبحث العلمي. هذا وغيره امثاله ما لايعد ولايحصى كان هو الذي يقصدونه ب (أسلحة الدمار الشامل) أي العقول العراقية وطبيعة النظام البعثي الصدامي الذي لم يأسس على الطائفية ولا على العرقية والمذهبية فلم يكن هناك فرق بين سني وشيعي وكردي وعربي وكانت عناصر حزب البعث تشمل الجميع دون استثناء. وقد اتى المجرم توني بلير والمجرم جورج بوش عام ٢٠٠٣ باكاذيب تلطخت أيديهم من خلالها بدماء أطفال العراق بشكل سوف لن يرحمه التأريخ وهذا ما قاله (توني بين) رئيس حزب العمال في وقته داعيا توني بلير ان يسحب يده من ان تتلطخ بايدي الدماء البريئة العراقية. وعلى مدى سنوات الحصار البربري الهمجي الأسود الذي تتبرأ منه حتى الحيوانات الوضيعة قتلوا فيه مليون طفل عراقي مع سبق الإصرار بشهادة سيئة الصيت الصهيونية مادلين البرايت التي اعترفت وأقرت وسلمت بان هذا القتل أي قتل مليون طفل عراقي هو سبب مبرر!

 

وقد انكشفت كذبة الديمقراطية الانكلوسكسونية في العراق وذلك باتباعهم نفس سياسة بريطانيا الأولـى ولكن هذه المرة بشكل اخبث وارذل واشنع واقذر. فاول خطوة كانت هي حل الجيش العراقي البطل وهو جيش عقائدي ما جاء بلير وبوش الا من اجل تدميره. ثم جلبوا مجموعات من العملاء والخونة واللصوص واسسوا لهم نظام طائفي فاسد أساسه فرق تسد البريطانية. وهكذا منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان يوجد في العراق مجموعة من اللصوص يتنافسون على وليمة عراقية نتنه لانها عبارة عن سرقات قتل فيها الالاف الأطفال وتم تشريد الاخرين وتخريب مدنهم ونشر الجهل والفساد والفقر والبطالة والامية. ولايزال نفس اللصوص يتربعون على كرسي السلطة الظالمة والفاسدة والفاشلة والطائفية والعنصرية. والادهى من ذلك السلطة العميلة لإيران وهذا أساس البلاء لان مصالح أمريكا وبريطانيا وإسرائيل التقت جميعها مع مصالح ايران لتدمير العراق ففعلوا جميعا. وفي حين تم حل الجيش العراقي البطل من قبل (الوضيع المجرم بول بريمير) باركت ايران ذلك كما باركت فتاويهم احتلال العراق وعدم مقاومة المحتل ومن ثم شنوا عمليات تصفية للعلماء والطيارين والقادة الذين اشتركوا في معركة قادسية صدام. بل وقد تمت تصفية حتى الفنانين بحجة وقوفهم مع صدام او انتمائهم لحزب البعث العربي الاشتراكي. وقد تم اقصاء الكوادر العلمية والمهنية وتصفية البعض منها واعتقال البعض الاخر تحت مسميات قانون اجتثاث البعث لكي يتم وضع بدلاء جهلة غير مهنيين مجرد على أسس المنسوبية والمحسوبية والطائفية والعنصرية. وعليه فهم احق بالاجتثاث من حزب البعث الذي بني على أسس وطنية عربية وليست سنية ولاشيعية ولاكردية كما هم.

 

اليوم وبعد ١٨ سنة من الحكم الفاسد والفاشل من قبل الأحزاب الطائفية العميلة للفرس وغير الفرس تحول العراق الى دولة فاشلة بائسة لاتصلح للعيش يحكمها اوغاد عملاء للفرس سواء سنتهم او شيعتهم او اكرادهم. وقد تم تدمير كافة الخدمات حتى الأساسية بسبب سوء الإدارة واللصوصية والعمالة و وضع الفاشلين والفاسدين في قمة الهرم وتأيدهم من قبل مراجع الدين وهيمنة الفرس فيهم. بدلا من بناء مستشفى واحد تم تدمير المستشفيات التعليمية التي بناها نظام البعث اما بالحروب او بتقادم الزمن او بالسرقات. بعد ١٨ سنة من حكم الجهلاء والعملاء والفاشلين والساقطين وتدخل أصحاب العمائم المشؤومة والمقززة والمقرفة لم يعد للكهرباء وجود وتفشت امراض الماء الغير صالح في البصرة وغيرها وتفشت البطالة واصبح التعليم الذي كان رائدا في عهد البعث وصدام اصبح أسوأ تعليم بين الدول و بعد ان كان النظام الصحي افضل نظام في المنطقة على اقل تقدير اثناء حكم البعث وصدام اصبح من أسوأ وافقر الأنظمة مما جعل المريض العراقي يسافر الى طهران وغيرها من اجل العلاج ليتم اهانته هناك وسرقة أمواله. اما الدولة فحدث ولاحرج أصبحت دولة فاشلة ومجرد حديقة خلفية للسفير الإيراني تسيطر عليها ميليشيات مسلحة ويتم تسمية رئيس وزرائها من قبل لوردات اللصوصية والحروب ثم يحركونه كما يشاؤون حيثما يشاؤون كالدمية التي لاتملك لنفسها نفعا ولاضرا. ليس ذلك فحسب بل قد يكون مجرما قاتلا قتل اكثر من ٧٠٠ شهيد وعشرات الالاف من الجرحى وبايدي فارسية ثم استقال دون ان تطاله ايدي العدالة لان القضاء هو نفسه فاسد ومسيس ومهان يعيش حالة من الذل والقنوط. هم يتحدثون اليوم عن الانتخابات وهو شر البلية ان يتحدث اللصوص عن القيم وخيرا لهم ان يصمتوا حتى يبعث الله لهم صدام آخر يعلمهم معنى الوطنية ومعنى الشجاعة وعدم الاستكانة للعبودية والذل في خيانة الأوطان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب