12 أبريل، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

الديمقراطية التوافقية والنتائج الكارثية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم تكن الديمقراطية الا وسيلة الشعوب لاختيار ممثليها في تشريع القوانين او تولي السلطة نيابة عنها لتحقيق الأمن والرخاء ، ولم تكن الديمقراطية المستعجلة في العراق قد اختزلت التناقضات الاجتماعية بقدر ما اختزلت الزمن لتولي كل من هب ودب امر السياسة وشؤون البلد . ولقد حرص السياسيون العراقيون على تحويل مفهوم الديمقراطية التوافقية الى مفهوم المحاصصة الطائفية ، بتعبير ادق ،، قسمة عرب ،، هذه الرئاسة لك وهذه الكابينة لي ، ورئاسة المجلس النيابي للمكون الثالث ، وهذه الوزارة لكم ، وتلك الهيئة لهم وذلك المرفق العام لنا ، تشكلت الاقطاعيات الإدارية حسب حصة الكتلة وعمل الحزب الفلاني على جعل هذه الوزارة علاوية او تلك المؤسسة كربولية ، وثالثة فضلية او رابعة صدرية، وهكذا يستبعد الموظف من من هو خارج الكتلة صاحبة الحصة في هذه الوزارة ، بالضبط اقطاعية وسركال ، خوشية وحمايات وارتال، ، وزراء عقود وعائدات ، مدراء تزوير وتفاهات.
ان الديمقراطية التوافقية تعني الحكم من خلال ائتلاف واسع بين كافة القطاعات المكونة للمجتمع التعددي ، ومن خلال انتخابات نزيهة تأتي ببرلمان سياسي تقوده الكتل تنبثق عنه حكومة فنية تقودها الكفاءات ، تكون مستقلة لا سياسية ، السياسة في البرلمان ، والادارة في الحكومة ، والكل يوحدهم الفيتو المتبادل ، فيتو البرلمان على اعمال الحكومة ، فيتو الكتلة على اراء الكتلة الاخرى .
ان المراد من وراء استقلال الحكومات هو التوجه نحو أعمال البناء والتطوير بعيدا عن تفاصيل معتقدات ومفاهيم الاحزاب والكتل ، إلا فيما يخص البرنامج الحكومي،
ان الفيتو المتبادل بين الكتل لم يكن على الإطلاق طيلة الاعوام السابقة يقوم على نقد برنامج ، بل كان على نقد سلوك سياسي او أثني او طائفي او عنصري ، بتعبير اخر البناء في واد والكتل في واد اخر ، لقد كانت تجربة قاسية ، لقد كانت ائتلافات النوايا المبيتة لا ائتلافات النوايا الحسنة ، لقد كانت ائتلافات التابعين للغير لا أئتلافات التابعين للوطن. لهذا فشلت التجربة وضاع معها البلد ، فالتوافقية المعمول بها في ماليزيا مثلا ، كانت وراء بناء دولة عظيمة،والحل هو ان تبتعد الكتل الفاشلة ، وتترك الساحة لمن هو قادر على قيادة العراق إلى بر الأمان ، وتحقيق أحلام الشباب في دولة العراق المستقلة المدنية الساعية للبناء لا للتالف الفاشل…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب