23 ديسمبر، 2024 2:53 ص

الديمقراطية التوافقية وازمة تشكيل الحكومة

الديمقراطية التوافقية وازمة تشكيل الحكومة

لعله من المفيد ان نذكر الجميع ، ان هذا المأزق المعرقل لتشكيل الحكومة ، كان بسبب التفسير الخاطئ للمحكمة الاتحادية للفقرة (أ) من المادة 76 من الدستور ، والتي اجازت بموجبه صحة تشكيل الكتلة الاكبر ، بعد صدور النتائج متجاوزة كل المسلمات والثوابت الديمقرطية ، والقائمة على النتائج الاولية للانتخابات ، او نتائج الوهلة الاؤلى والتي افقدت الديقمرطية لذة الفوز الانتخابي، لان المعمول به في كل الديمقراطيات السليمة ، هو قيام الكتلة الفائزة تحت قبة الانتخابات لا قبة البرلمان بتشكيل الحكومة ، واليوم تتعسر ولادة الحكومة لتعذر وصعوبة الاتفاق بين الكتل وذلك بفعل العوامل التالية .
اولا … عدم وجود المشتركات بين الكتل ، وان وجدت مشتركات ، فانها مؤلمة للجميع
ثانيا …حب الزعامة ،وحب الاضواء السياسية .
ثالثا… العدد غير المعقول للاحزاب السياسية العراقية وتعدد اهواء قادتها.
رابعا… عدم وجود برامج بريكماتية توحد الاحزاب صوب تشكيل الحكومة.
خامسا… خضوع الاحزاب للتأثيرات الخارجية.
سادسا …عدم وجود المبدئية لدى اغلب الاحزاب مما يجعلها احزاب تغيير للمواقف والمواقع باستمرار.
ثامنا . الشكوك المتبادلة والخشية من الاخر.
تاسعا… تفوق النزوع القومي او الديني المفرق على النزوع الوطني الجامع.
عاشرا .. عدم الاعتراف بالمعارضة كاسلوب للحكم ،
احد عشر.. الفيتو ان وجد فهو يعبر عن فيتومنابزة او مناكفة ، ضياع الفيتو المنتج.
اثنى عشر. سردية البرامج ، وقلة الاهتمام بالخطط المنتجة للتنمية.
ثلاثة عشر.. ترف الاحزاب وترف القادة يدفعهم نحو عدم الاهتمام بالزمن..
كل هذه العوامل يضاف اليها سؤ الفهم من ان السلطة هي ميدان عمل اداري ، لا تصرف سياسي لان الدول لا تبنى بالسياسة ، بل بالاقتصاد . وان الحكومة المعبأة بالسياسيين النفعيين كما هو حاصل منذ السقوط ، لا يمكن ان تكون حكومة انجاز ، انما هي حكومة لغط وابتزاز،
عليه ومما تقدم على الاحزاب السياسية والكتل ان تتوجه منذ اللحظة الى تشكيل كتل كبيرة جدا لا تتعدى الثلاتة ولها توجهات اقتصادية تفصيلية تعلن بكل شفافية على الملأ ، والا فان الخيبة ستعود من جديد الى. الشارع الملتهب ، والذي ربما سيطيح بكل الاحزاب، مع ملاحظة تشكيل معارضة برامج لا معارضة تعطيل العمل الحكومي ، وان تكون هذه المعارضة من الذكاء والفطنة بما يمكنها من نقل هموم المواطن المتظاهر الى اروقة البرلمان ، والا فان الحكومة والبرلمان سيكونان في وجه زلزال يشكل تسونامي لا يمكن للكتل والاحزاب ان تواجه ما ينتجه من فيضان…..