8 أبريل، 2024 12:06 ص
Search
Close this search box.

الديمقراطية الامريكية بين العراق واليابان

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق واليابان دول تعرضت للاحتلال من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية فعند نهاية الحرب العالمية الثانية تم احتلال اليابان من قبل قوات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالاشتراك مع المملكة المتحدة و أستراليا. كانت تلك هي المرة الأولى في التاريخ الذي احتلت فيه اليابان من قبل دولة أجنبية. انتهى الاحتلال بتوقيع معاهدة السلام في سان فرانسيسكو في 8ايلول 1951، وبتطبيق الاتفاقية في 28 نيسان 1952 رجعت اليابان دولة مستقلة من جديد.
وفي 9 نيسان 2003 احتلت الولايات المتحدة العراق وبمشاركة بريطانية. ودمرت البنية التحتيه بالكامل وكأي محتل يبحث عن بديل لتحسين صورته ففي اليابان اراد المحتل ان يجعل التحول الديمقراطي يزحف الى اقوى دولة اسيوية يحكمها اكبر امبراطور ففي 1946 انشى البرلمان بامرمن الجنرال ماك آرثر الذي عين حاكما عسكريا لليابان ظل هو الحاكم الفعلي رغم وجود حكومة يابانية !؟. وهذا البرلمان صادق على دستور اليابان الذي كان مشابها للنسخة التي حضرها الجنرال الامريكي ماك ارثر، وشرع بتحديث للدستورعمل الدستور الجديد على تحويل السلطة من الإمبراطور إلى الشعب وعمل على نزع السلطة من العرش الإمبراطوري وتحويله إلى رمز من رموز الدولة.في 10 نيسان 1946، عقدت انتخابات شارك فيها 78.52% من الرجال، و 66.97% من النساء منتجة أول رئيس وزراء لليابان الحديثة، شيغه-رو يوشيدا،،، وفي العراق تم تشريع اول القوانين الاكثر تعسفا” للعراقيين هو حل الجيش الذي تجاوز عمره اكثر من سبعة قرون وهذا القرار بامر الحاكم المدني الامريكي بول بريمر الذي تسلم زمام الامور من حاكم عسكري امريكي هوالجنرال المتقاعد جي جارنر والذي قال عنه فيما بعد ان قرار حل الجيش جاء بناءا” على طلب قسم من المعارضة العراقية وذكر القوى الكردية بالدرجة الاولى .وبعدها اصدر بريمر قرار بتشكيل مجلس الحكم والذي يتناول فيه الرئاسة اعضاء هذا المجلس لمدة شهر بالتناوب ثم وضعت لجان لكتابة الدستور والذي كتب في ظل وجود المحتل ايضا “وتم التصويت عليه باقل من النصف الى انه تم تمريره بطريقة صعبة شارك فيها المحتل الامريكي وتم تحويل العراق من نظام مركزي الى نظام فدرالي .وبعدها جرت اول انتخابات برلمانية في عام 2005 لم يشارك بها شريحة كبيرة من العراقيين وهم العرب السنه .لكن المحتل مازال يراهن على العملية الديمقراطية في وقت ظهر الفساد الاخلاقي في صفوف جيش الاحتلال ففي اليابان في أول 10 أيام من الاحتلال جرت أكثر من ألف حالة اغتصاب في محافظة كاناغاوا وحدها. وفي 4 نيسان 1946 اقتحم 50 جندي مستشفى في محافظة أوموري واغتصبوا 77 امرأة منهم نساء كانت قد وضعت حديثاً، في العراق جرت فضائح تعذيب كثيرة ربما لم يصل اليها الاعلام ولكن الاكثر شهرة هي فضيحة ابوغريب عندما تم اغتصاب ناس عزل من قبل جنود امريكان داخل السجن…………..
كل هذا لم يحرك ساكن حتى لدى الشارع الامريكي الذي يدعي الثقافة وحقوق الانسان.فمازالت امريكا بمجلس نوابها واعضاء مجلس شيوخها ورجال مخابراتها يفتخرون بأن لهم الفضل على الشعب العراقي والياباني بانهم جلبو لهم الديمقراطية.
لكن المتغير أن الشعب الياباني اخذ العبرة من الاحتلال الامريكي فبدأ بعملية بناء صحيحة كان بدايتها بناء الإنسان الصحيح والمنتج .بحيث أصبح المسؤول مجرد خادم للشعب .وأصبح الاعتماد على صناعتهم وزراعتهم الوطنية فقط .وبدأو التطوير تدريجيا الى أن وصلو الى القمة التي جعلت عدو الامس صديق اليوم .وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي من يحتاج دولة الحاسوب دولة اليابان التي ابهرت العالم بتقدمها العلمي …
أما في العراق فقد حقق المحتل مآربه الخاصة وخاصةً عندما وجد نفوس ضعيفة غير وطنية لبلادها ولايوجد لديها غيرة اواحساس لهذا البلد .اليوم تصنف اليابان بالارقام الاولى في التطور العالمي بين يعتبرون يصنف العراق من الدول المتخلفة عالميا ..اضافةً الى أنه أكبر دولة فساد حسب تصنيف المنظمات الدولية..
أن الفرق بين الاحتلال الامريكي لليابان والاحتلال الامريكي للعراق كبير جدا فاليابانيون اعتبروه وصمة عار في تاريخهم ورفضوا التعامل مع المحتل بأي شكل من الأشكال بينما العراقيون اعتبروه يوم وطني ويتفاخرون بالتعامل مع من احتلهم واوصلهم الى الى الهاوية ..
لقد اختار اليابانيون النفس المتواضعة وعدم الانجراف الى التباهي والعجرفة .مسحو الماضي وينو المستقبل لاجيالهم القادمة ..أما العراقيون فلم يمسحو من الماضي شيء ولم يفكروا بالحاضر وأصبح مستقبلهم ظلام دامس ..هنيئا للشعب الياباني وهو يصنع مستقبل زاهر بدون قطرة دم واحدة …وتعازينا للشعب العراقي الذي يقتل نفسه بيده ولم يقدم للإنسانية شيء سوى الدمار والخراب .شعب لايستطيع أن يشبع نفسه من الماء وقد أعطاه الله ثروات يحسد عليها من القاصي والداني ..
وان كنت لاتدري فتلك مصيبةً..وان كنت تدري فالمصيبة اعظم..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب