لأن الديمقراطية كلمة غير عربية في أصلها ولم تذكر في القرآن الكريم، فقد كانت السبب في إثارة الحساسية لدى المجتمعات الاسلامية، الا أن هذه النظرة تبدو بعيدة عن حقيقة أن القرآن الكريم الذي هو دستور الاسلام، تضمن أكثر المبادئ التي تحملها كلمة الديمقراطية وإن كان هناك خلاف، فإنه خلاف على المعاني والمفردات التي اضيفت الى مفهوم الديمقراطية.
وعند البحث عن كلمة الديمقراطية تجد أن أصلها إغريقي ويعني حكم الشعب. أي أنه مفهوم كان يختص بإدارة دولة المدينة في أثينا وأسبارطة…الخ.
حتى المعاني والمفردات التي أضيفت لمعنى الديمقراطية كما أسلفنا فإنها لاتختلف جوهريا عما جاء به الاسلام.
ان الديمقراطية التي باتت الان شائعة تضم في كنفها عدة حريات :
– حرية المعتقد
– حرية الرأي والتعبير
– الحرية الشخصية أو الفردية
فعند البحث في الدين الاسلامي تجد لهذه الحريات أساسا.
فالآيتان الكريمتان ” لا اكراه في الدين ” و ” لكم دينكم ولي دين ” انما تضمنتا معنى حرية التدين والمعتقد.
والآية ” وأمرهم شورى بينهم ” هي حرية ابداء الرأي.
وفيما يخص الحرية الفردية أو الشخصية فقد جاءت في الاسلام لكن بقيود، وهنا يكمن الخلاف بين الدين الاسلامي وغيره الذي تحرر من هذه الشروط.
وبصورة عامة فقد تضمن الدين الاسلامي الحرية التي جاءت في الديمقراطية من خلال عدة آيات منها ” إنا هديناه السبيل إما شاكرا أو كفورا” و ” إنا هديناه النجدين”.
كما لنا في الاسلام روايات تدل على اهمية الحرية في التعامل، فالامام الحسين (ع) يؤكد على مفهوم الحرية للانسان في الدنيا بقوله ” كونوا احرارا في دنياكم”.
وقول الخليفة عمر بن الخطاب (رض) لعمرو بن العاص ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا”.
إذن فالاسلام يؤكد على الديمقراطية بشكل مغاير في المصطلح فقط مع قيود على بعض الحريات التي تتنافى مع مبادئ الاخلاق والآداب العامة.
بالتالي فالخوف والحساسية من كلمة الديمقراطية تكون فارغة المحتوى، وليس هناك ما يدفع للقلق من أن هذا المبدأ هو دخيل على المجتمع الاسلامي، ففي رأيي أن ” لا اكراه في الدين ” تمثل جوهر الديمقراطية الاسلامية.