عندما صفق من صفق ورقص من رقص في الشوارع بعد احتلال بغداد على اعتبار الخلاص من نظام دكتاتوري لم يرق للسياسة الامريكية قرئت بمنظاري البسيط الايام السوداء والعاصفة التي ولدت وكبرت يوماً بعد اخر رغم محاولتي جمح يأسي وكبح تشائمي ولكن ارادة يأسي كانت هي الاقوى والمنتصرة بأن الديمقراطية الامريكية على طريقة رعاة البقر ما هية الا اكذوبة او قناع يخفي خلفه اطماع واحقاد يقف خلفها الصهاينة وعرب متأمرين خانعين اذلاء
واليوم اثبتت الايام ذلك خصوصاً بعد تصريح نائب برلماني هو السيد احمد المساري بأن الديمقراطية ما هية الا اتفاقات سياسية بين الكتل
وان الثورة البنفسجية وتضحية من ضحى وصوت من صوّت لهذا الكيان او ذاك ما هية الا دراما وسيناريو اميركي واطار للوحة فنتازية هزيلة اتجاه ارادة الاحزاب وان الدولة العراقية تقاد بالاتفاقات السياسية وياليتها اتفاقات داخلية هدفها خدمة الشعب المسكين بل هية اجندات واملاءات خارجية من دول كانت بالامس القريب تقاد من بغداد وتتحكم بها الموصل تارة والبصرة تارةً اخرى
ولكن للزمن الاغبر دوراً غيرت فيه الموازين وانقلبت فيه القيم واندثرت تحت اقدام البسطال الامريكي بقيطان عربي بمسمى الديمقراطية ولكن بمفهوم الاتفاقات فماذا لو اراد رئيس الجمهورية ان يغير رئيس الوزراء لامراً او خطأ ما او لمصلحة عامة هل يستطيع ان يهمز همزة بوجهه ؟؟ الجواب لا لسبب بسيط هو ان رئيس الوزراء جاء بأتفاق سياسي فرضته الكتلة الاكبر على سبيل المثال لا الحصر
لا بل ان رئيس الجمهورية لا يستطيع ان يفرض شيئاً على نوابه او حتى ان يقيل هذا او ذاك لاي سبباً كان والسبب نفس الجواب اعلاه وكذلك رئيس الوزراء مع نوابه المفروضين ووزراءه والى ادنى درجة في الحكومة العراقية
وبسبب هذه الاتفاقيات السياسية المؤطرة بالديمقراطية الامريكية بدمى سياسية جاءت بهم الصدفة فقدنا قيم عاشت فينا لمئات السنين وتقاليد يوماً بعد يوم تختفي او تعدم غلبت علينا الطائفة والعشيرة والحزب الصغير ونسينا وطننا حملنا على ظهرة منذ ان ولدنا اتهمنا بولاءنا لله وحرمت جوامع ومساجد وحسينيات اختلفنا في مسمياتها ونسينا ان جمعيها بيوت يذكر فيها اسم الله اختلفنا حتى في الاسماء حتى اصبح اسم علي وعمر جريمة ديتها الموت نعم وصل بنا الجهل الى حد البرفسورية كشهادة عليا
تهنا في دهاليز العدالة بعد ما مات الضمير لبعض من يدعي انه لسان الله الناطق بالحق بعدما غلبه شيطانه وتولى عليه
اختلفنا ونحن ابناء البيت الواحد نقتل بعضنا بعض لجهلاً تلبس فينا وتوحد اشباه الرجال من مشارق الارض ومغاربها بلباس الدين وشيطانهم ربهم
ذبحوا كل شيء واحرقوا الكتب حتى دجلة لم يسلم من نارهم احرقوه لانه الخير ودمروا الشجر واليوم اغتالوا ارث مر عليه يوماً هولاكو وجيشه التتر قبل مئات السنين فترحما عليه لانه لم يلمسه فكان الملاك بالنسبة لفعلهم الجبان
بكيت يوم احتل العراق بألم ومرارة اغتصابه لناظري شاخصة ونارها لم تلبث ان تنطفئ حتى استعرت اليوم وشبت بين اضلعي من جديد فبكيت بحرقة ممزوجة بألم لا يوصف بكلمات يوم شاهدت حجراً هو هوية يتمنى العالم ان ينتمي لها تهدم بأيدي جبانة لا تعرف معنى الحضارة والتأريخ او بمعنى اصح مسيرة بأرادة اسرائيلية صهيونية تطلب الثأر من نبوخذ نصر واجداده واحفاده فكان فعلهم هذا هو البصمة واليقين ليد الصهيونية الا تبت يدهم الجبانة ومأساتنا هذه كلها بسبب طبقة سياسية همها نفسها والتفرقة والشعب الى حيث وبئس المصير فالكوارث بالجملة والمجازر تنثر كالحلوى على الرؤس غصت بنا المقابر وملنا ملك الموت حتى سكن بيوتنا قرباً لصعوبة الذهاب بعيداً عشقنا الموت بأختيارنا لأناس جل همهم مصالحهم ومصالح دول يتبعونها
تسألت مع نفسي كثيراً وبحثت عليّ اجد قراراً واحد يصب لمصلحة هذا الشعب المسكين فوجدت رواتبهم وامتيازاتهم اولى اولياتهم كيف لا وهم ممثلو الشعب فعليهم ان يظهروا بمظهر لائق بأفخر انواع البدل الانكليزية وافخم السيارات الحديثة اما القرار الوحيد الذي وجدته لمصلحة الشعب من وجه نظرهم العبقرية فهي الضرائب التي تفرض اليوم على اصحاب القوت اليومي لاننا في حالة تقشف ولانهم الطبقة العليا ونحن المغضوب علينا المسحوقين والخلاصة ما هذه الديمقراطية الا اضحوكة ووتراً لراعي البقر ليعزف عليه الجاهل بعالم السياسة والضحية شعباً يذبح كل يوم قرباناً لسياسي الصدفة.