تعتبر عملية تحرير العراق او بمعنى ادق الاحتلال الأميركي للعراق واسقاط النظام البعثي يعد الحدث الأبرز في تاريخ العراق منذ تأسيس الدولة العراقية ومن اكبر الأحداث وأكثرها تأثيرا في الوضع السياسي،والاقتصادي،والديني، والاجتماعي. حيث أعقبتها تغيرات كثيرة وتحولات متسارعة ومتتالية في جميع مجالات حياة المجتمع العراقي، مما جعل ذلك البلد تحدث فيه متغيرات جذرية وتحولات ديمقراطية اسفرت عن انعكاساتها الايجابية والسلبية التي تفاقمت نحو ازمات متصاعدة الوتيرة بين صراعات الإرادات والقوى السياسية شملت كافة الحياة العامة والسياسية بشكل خاص وان كل المراقبين والمحللين للشان العراقي بكل انعكاسات الواقع وترديات الحياة العامة والفوضى السياسية والأمنية على قناعة تامة بأن العراق بوسط هذه الفوضى العارمة من الأحزاب والتكتلات والتخندقات الطائفية وفي وسط دوامة التدخلات الاقليمية وسقوط العراق الى مستنقع الارهاب والتصفيات الخارجية والداخلية لن يعود إلى سابق عهده قبل عملية التحرير. وأن التحولات والتطورات التي حصلت في العراق لم تتوقف وإنها ستستمر في التأثير والدوام إلى مرحلة أخرى أكثر بعداً وربما اكثر تعقيدا وأن المحرك الرئيسي والمحوري لتلك التطورات متعلق بالأوضاع السياسية العراقية والعوامل الطائفية والتوافقات الحزبية التي تطغى على المشهد أي أن العامل السياسى الداخلي والخارجي والمؤثرات الجماهيرية والصراعات السياسية على الحكم وتداعياتها سيلعب الدور الرئيسي الفعال في صياغة وتثبيت بنيان النظام العراقي الجديد بكل ارهاصاته وتعقيداته
الصراعات والتطورات :-
وبات العراق بحاجة الى كثير من التطورات ومراجعة الذات وأخذت تلك الحقيقة تتضح منذ حدوث هذه التطورات فيه.. ولكي يتغير البلد بصورة جذرية وإعادة بنائه من جديد، فقد صيغت من وراء الستار مشاريع ومخططات كثيرة اقليمية وخارجية على شكل واطار النظام الجديد وقد تضاربت تلك المشاريع الاقليمية والداخلية بين المشروع الوطني وحلم الجماهير المنشود في الحرية والرفاهية والامن والعدالة او في عملية بناء نظام مستقل ومستقر فهناك عدة عوامل وقوى متصارعة على الارض تحاول بسط نفوذها وقوتها بدعم اقليمي ولا شك فيه ان تلك القوى السياسية ذات الغطاء الديني وأذرعها العسكرية قوى مؤثرة في الوضع العراقي في عملية امنه واستقراره او تدهوره فيما تجد بعض من القوى العراقية المدنية والإسلامية التي تحاول الخروج من قوقعة الصراع وتوجيه الجماهير فكريا وتعبئتها جماهيريا للخروج من دائرة التضييق الفكري والايديولوجي للتراكمات السياسية والموروثات الفكرية العقائدية السياسية والدينية والقومية وإخراجه من دائرة الوهم والخداع الديموغجي من خلال الأطروحات الإسلامية الجديدة والمعتدلة ذات الصبغة المدنية التحررية التي استخدمها التيار الإسلامي الصدري في ميدان التطبيق الحقيقي ومواجهته المباشرة سياسيا وجماهيريا للعملية السياسية.حيث تطمح للأخذ بزمام الأمور وزمام توجهات تلك التطورات والسيطرة عليها، بحيث تقوم بتثبيتها حسب رؤيتها الوطنية الجديدة لشكل النظام السياسي الجديد والذي سيقوم على اساس منهج الوطنية والكفاءة والتخصص بعيدا عن التخندقات الطائفية والحزبية. أي أن تلك القوى والأطراف تنوي أن تلعب دوراً رئيسياً في عملية تغيير العراق كقوة مؤثرة في ظل حكومة بعيدة عن الاسلمة السياسية والتوافقات السياسية الطاىفية والقومية والمذهبية لتي انشئتها القوى السياسية كخطة منهجية في ادارة البلاد واسقاطه في دوامة الصراعات والمنافسات والمزايدات والتسقيطات السياسية لضعف المشروع الوطني او استناده الى اسس لا تتناسب مع الواقع الحقيقي للمجتمع العراقي في ادارة مقومات الحكم بغياب الانسجام والتفاهم السياسي والوطني بين الشركاء وتجاذبات القوى الاقليمية االمؤثرة على الاحزاب في العراق والتي كانت المستثمر الاكبر واللاعب الابرز في بلورة شكل الصراع السياسي الداخلي.