19 ديسمبر، 2024 3:20 ص

الديك والخميني وأنا !

الديك والخميني وأنا !

الثاني والعشرين من بهمن 1357 (الهجري الشمسي) الحادي عشر من فبراير شباط 1979 يظل في وجداني لأنه يوم انتصار الثورة الاسلامية في إيران التي عملت معها مذْ تعرفت في الثلاثين من يونيو حزيران 1973 ، على روح الله الموسوي الخميني والتحقت في قافلته.

 منذ هجرتي الى إيران التي وصلتها على ظهر قارب خشبي صغير(لنش) في الرابع من فروردين 1359 (24 مارس آذار 1980) ، التحقتُ بالاعلام قبل أن يتم التصويت بنعم على نظام الجمهورية الاسلامية، وكنت أول مسؤول للقسم السياسي العربي في الإذاعة والتلفزيون ، وقبلها توليت متطوعاً مهمة إطلاق إذاعتين عربيتين في عبادان، واحدة تابعة لشركة النفط الوطنية، والثانية فرع للمؤسسة الرسمية ومقرها طهران لكنها كانت تعمل مستقلّة.

 وفي طهران التي استدعاني لها الشيخ حسين الكوراني، وسلمني جميع ماكان بعهدته من برامج كان يعدها للإذاعة، عملتُ أيضاً في صحيفة “أبرار” اليومية الفارسية، وكنتُٰ نائباً لرئيس التحرير مسعود نوري، الذي كان يتميز بجرأة كبيرة، ووثق بي معجباً بأدائي، لدرجة أنني كُنتُ أكتبُ المقال الافتتاحي عن معاناة المهاجرين والمهجرين العراقيين والأفغان الذين حولتهم البراعة (الأمنية)الايرانية إلى أعداء، أو في أحسن الأحوال الى سفراء كراهية، يساهمون بقصد أم بدونه، في تفتيح بذور التوتر التي تعمل عليها أجندة خارجية بين ايران وجيرانها. وهاهي هذه( البراعة) تحيي في ذاكرتي ما كنت طويته أو محوته منها، في الفترة الماضية، وتعيدني الي نقطة البداية… 

الله .. هو في إيه؟!..

 قبل وفاة الامام الخميني لم يكن أحد يجرؤ على إهانة العراقيين والأفغان ، ولو فعل فان مقالاتي في “أبرار” كانت تشرشحه وتفضحه بأدق التفاصيل. كتبتُ يوماً افتتاحية عن العنصرية في ايران أثارت ضجة كبيرة، وقد طلب مكتب الامام في حينه من الصحيفة عدم نشر مثل هذه المقالات لأنها تحرج الجمهورية الاسلامية ، ولم نتوقف لأن ” مسعود نوري ” كان مجنوناً مثلي في حب الخميني والوفاء لنهجه، ويرى أن مثل هذه المقالات، تساهم في تطهير النظام من العنصريين(الإسلاميين) والمتسللين من أتباع الشاه الذين كانوا يتعمدون الإساءة لغير الإيرانيين . جهاز الأمن كان حساساً جداً من (تسلل) عراقي الى الاعلام الإيراني، لكن المسؤولين فيه كانوا حائرين فيما يفعلونه معي، لأنني كُنتُ حينها على صلة مباشرة بمكتب الإمام الذي عرفني على مكتب حركات التحرر في الخارجية، لأتعاون كمستشار، وكان يتم إرسالي الى الحج بجواز سفر إيراني وأسماء مستعارة..

 ماعلينا…لم نتوقف في “أبرار” عن نقد “الجمهورية الاسلامية” ، ومكتب الامام لم يعد يعترض، وبدلاً من ذلك قدم لنا دعماً معنوياً كبيراً.. وحتى بعد أن أرغمت الصحيفة على (إرغام ) ” مسعود نوري ” على الاستقالة، فإنني واصلت هذا الدور من خلال تقارير وأخبار عن معاناة العراقيين والأفغان، وكنتُ أنشرها في صحف وإذاعات وقنوات غير إيرانية (بعد بروز الفضائيات) لأمررها من خلال أصدقاء وصديقات في الصحف الناطقة بالفارسية منها “انتخاب” ووكالة الأنباء الرسمية وصحفها. فما كان يهمني هو تكوين رأي عام يفرض على ايران تشريع قوانين لصالح المهاجرين والمهجرين وتتعامل معهم كمهاجرين أو كأنصار، و تتفهم أنهم ناصروا الثورة الاسلامية عقائدياً وقدموا لنصرتها القرابين ، وهم لم يذهبوا الى إيران ” طفيليين ” كما وصفهم في حينه حسن حبيبي النائب الأول للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. وبقيت على هذا الحال بعد وفاة الامام وبعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة..

 والعاقل يفهم.

 مسمار : سألوا الديك مرة : البيضة تطلع من الدجاجة لو الدجاجة تطلع من البيضة قال : انا شو يهمني. أنا أصيح وبس وهذه شغلتي.

أحدث المقالات

أحدث المقالات