14 نوفمبر، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

الديك والثعلب الماكر …والتسوية

الديك والثعلب الماكر …والتسوية

تأملت كثيراً بما طرح عن موضوع مشروع التسوية الوطنية التي ستأخذ النور قريباً لمشاورات يجريها التحالف الوطني على رأس وفد برئاسة رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم مع دول الجوار الإقليمي بدءأ من زيارة الأردن واللقاء بالملك عبد الله الثاني ,ثم زيارة إلى طهران،التقى خلالها بالمرشد الأعلى السيد على الخامنائي، والرئيس حسن روحاني,طرح مبادرة ضمن مشروع “التسوية السياسية” التي تهدف لتصفير الأزمات الداخلية والخارجية، وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد طرد تنظيم “داعش”. اللقاءات الكثيرة والمتنوعة سعياً للوصول لحل يخرج العراق من دوامة العنف والقتل المستمر,لكن من سيلتقي بالأمهات الثكلى والنساء الأرامل والأطفال اليتامى ونوحهم على أبائهم ويجري معهم تسوية تثلج قلوبهم وتبرد النار المتوقدة بصدورهم لم تنطفئ وهي تشاهد الجلاد والقاتل ينعم بالأمان ويتنعم بأطيب الذات على حساب دماء الأبرياء ,عن أي تسوية وحقوق ضائعة نتحدث بين زحام الشد والجذب ,لست ضد موضوع التسوية لكن مع من نتصالح ونتصافح ؟
لا يزال هنالك من ينظر لي أنني اغتصبت الدولة منه وعلي دفع الثمن بدمائي ,الأصوات تتعالى تريد حصص ومناصب للمرحلة القادمة ,وأصوات تدعي الإقصاء والتهميش والمظلومية ,وأصوات لا تطلب سوى الأمان والاستقرار بتوقف نزيف شلال الدم ,بيت القصيد هل ستساهم التسوية في ضمان حقوق جميع المكونات ,ثم مع من سنجلس ونتحاور ونلزمه بتحمل المسؤولية ؟فكل طرف سياسي له وجهة نظر بالشخصيات التي سيتم شمولها ,وهناك رأي من القيادات السنية يقول على المتحاورين الجلوس مع من كان موقفهم واضح وثابت وداعم للعملية السياسية والتغيير الذي طرأ بعد سقوط النظام البائد ,ولم يحرضوا على القتل والتهجير كان خطابهم ملؤه المحبة وثقافة التسامح والدفاع عن الوطن ,هناك لوعة وغصة في النفوس لمشاهدة الجلاد يريد العودة بوجهٍ جديد فالأقنعة ليست حكراً على زمان ومكان فقط هي بحاجة لفاقدي الضمير لأرتدائها ,أما الثابتون على مبادئهم والمحافظون عليها يبدو أنهم يغردون خارج السرب ,ولازالت دموع الحرائر من النساء تجري دمٍ من محاجرها ,وأحلامي التي كنت انسجها تبددت للوهم جراء وحشية الإرهاب وضريبة الحرية ,ولعل حادثة الديك والثعلب ومناظرتهم تذكرني بما أوجزته .
يحكى أن ثعلبٍ رأى ديكاً يقف على غصن شجرةٍ ,ففكرة في حيلة ليأكله .
وقف الثعلب تحت الشجرة ,وقال للديك :
مرحباً يا صديقي ,لقد تبت فلن أكل الدجاج ,أريد أن اسمع صوتك الجميل أنزل والعب معي .
قال الديك :ايها المحتال تريد أن تأكلني .كيف أصدقك وأنت عدوي ؟
قال الثعلب :هل سمعت الخبر ؟
قال الديك : وما الخبر الجديد ؟
قال الثعلب :اتفقت حيوانات الغابة أن تعيش بلا عراك ,الكلب لايطارد القط ,والقط لا يأكل الفأر ,والذئب لا يؤذي الغنم والثعلب لا يعادي الدجاج .
قال الديك :هذا كلام جميل ,سأنادي كلاب القرية لتلعب معنا ,صاح الديك وجاءت تركض ,فسمع الثعلب الماكر نباح الكلاب فولى هارباً .

أحدث المقالات