تعارك ديكان على زعامة الدجاج، واشتدت المعركة، الى ان اضطر احدهما الآخر على الفرار، فانزوى الديك المهزوم في ركن هادىء، وطار الديك المنتصر فوق جدار عال واخذ يرفرف بجناحيه ويصيح بكل قوته، وكان يسبح في الهواء حينئذ نسر، فانقض عليه وحمله بين مخالبه، فاسرع الديك المهزوم، وخرج من مخبئه، وحكم على قطيع الدجاج منذ ذلك الوقت وحتى الآن، لاينازعه منازع، ومن المؤكد ان الديك المهزوم راح يسوم الدجاج سوء العذاب، لان الدجاج رأى هزيمته، وكذلك رأى بعينه كيف انه ركب مركبا لم يكن له، تسلق الاماكن العالية سهل جدا لدى البعض لتحقيق مآرب شخصية ورغبات دنيئة، فيديوات واعمال فساد موثقة بالصور تدين جماعة 2003، هذه الجماعة التي اجهزت على العراق، بعد ان عاث به صدام فسادا، كل السياسات مرتبكة ، الامنية والاقتصادية،منذ شهرين كان احتياطي العراق من العملة الورقية 110 ترليونات دينار، والان هبط الى 58 ترليونا، ولا احد يستدعي العلاق ويسائله عن هذه الاموال التي تتبخر باستمرار من البنك المركزي العراقي.
برميل النفط بمفرده وبهبوطه سيعيد الديك المهزوم الى مخبئه، كنت قد توقعت رحيلهم بسبب الازمة الاقتصادية، لكن للاسف البعض يطيل باعمارهم، بعض المتصيدين بالماء العكر من الذين يصورون للسياسيين انهم مبدئيون، وعليهم ان يقاتلوا لآخر اطلاقة، وهم في اماكنهم في المنطقة الخضراء، او ربما هناك من نصحهم بالصبر لحين ارتفاع سعر برميل النفط ثانية، وهاهم يتساقطون كاوراق الخريف، ولجنة النزاهة لديها الملفات الكاملة عن اللصوص، وقد تشجعت كثيرا حين احالت اربعة من اللصوص المعروفين الى القضاء، لكن ستثبت المحكمة براءتهم، وربما عادوا الى مناصبهم، والشهود يقتلون كما حدث في قضية احتلال الموصل.
لقد احالت الاموال السائبة ومافعله بريمر بعد الفين وثلاثة من توزيع الاقطاعيات، وسن قوانين للمرتبات الفلكية للمسؤولين، احالت العراق الى (كيكة)، كما كانوا يقولون، وعلى الجميع ان يقتطع الجزء المفضل لديه، هذا مصطلح( الكيكة) كان مدروسا، ولم يكن ارتجاليا، اطلقه صحفي او سياسي، لقد اطلقته دوائر مخابراتية معروفة وتعرف الى اين ستصل الامور بالعراق، الى هذا الحد ام الى حدود اخرى، حتى نحن، نسير وفق برنامج اعدته الدوائر الاميركية، اليوم تظاهرات، تتدخل السفارة الاميركية بها، غدا ينبري لها اعلاميون، اصلاحات من رئيس الوزراء، اصلاحات ورقية لامعنى لها، حال الوطن في تدهور مستمر، القلوب تغلي ، هناك حشد شعبي لم يعطَ حقه لا في الدعاية ولا في الشكر والمرتبات، هناك مليشيات ارادت ان تثبت حسن نيتها في انها مع الوطن.
لكن هناك رئيس وزراء يحاول ان يكون وطنيا، ويسعى جاهدا للهروب من دائرة الحشد الشعبي والمليشيات ليرتمي في حضن اكثر دفئا، هو حضن الجيش، لكنه يخشى ان يغامر اية مغامرة، وحكومة التكنوقراط هي لعبة مخابراتية اميركية جديدة، ستمر علينا وسندفع ثمنا باهظا آخر لها، ومن ثم نعود لنطالب بحكومات اخرى، وننتهي اخيرا بيد ديكتاتورية جديدة لان اميركا ستقتنع بانه الحل الاخير، وسيصعد الديك المنتصر ليقصي الديك المهزوم الذي استغل وجود النسر في سماء صافية، وراح يصيح صيحات المنتصرين، ونسي ان الخيبة ممكن ان تكون وانت في السلطة، اكثر مما تكون وانت في المعارضة.