22 نوفمبر، 2024 11:30 ص
Search
Close this search box.

الدولة وقادتها.. ورجال السلطة ورجال الحزب

الدولة وقادتها.. ورجال السلطة ورجال الحزب

سطحي جدا, من يظن أن دولة يمكن أن تبنى بين ليلة وضحاها, ولا حتى خلال بضع سنوات.
مهما صرفت من أموال, أو بذلت من جهود.. ربما قد تنجح في أن تبني مصانعا, أو تشيد منشآت وبنى تحتية, لكن بناء مؤسسات, والنجاح في إيجاد من يقودها بشكل صحيح, هو المعضلة الأكبر.
لكي تبنى وطن, يجب قبلها أن تبني الإنسان, ولكي تنجح في ذلك, يجب أن تعالج مشاكل هذا الإنسان, وتزيح التراكمات النفسية والأخلاقية التي نتجت عن المرحلة السابقة, وتفكك وتعالج كل العقد, نفسية كانت أو إجتماعية.. وتعيد تعريف, مفاهيم أساسية, وترسخها من جديد في جيل جديد تصنع, بعيدا عن مشاكل الجيل السابق.
إصلاح جيل الأزمة, ممن عاصر الحدث, حربا كانت أو حدثا كبيرا, يجب أن يهدف في الأساس, لتحييد هذا الجيل, ومنع إنتقال إسقاطات مشاكله وأمراضه المجتمعية إلى الجيل التالي.. لننجح في إنتاج جيل جديد, يمكن أن يظهر لنا قادة للمستقبل.
معظم قادة مجتمعنا, وأحزابنا بمختلف توجهاتها, لازالت متمسكة برجال تاريخيين, أو كما تسميهم ” أهل الخبرة” .. ورغم أن الخبرة عامل حاسم في بعض مفاصل الحياة, لكن هذا لم يعفيهم, من حمل ألاف الأمراض والعقد الإجتماعية, أهونها أنهم يقودون الدولة بعقلية المعارضة.. فصاروا رجال سلطة وحزب, حيث لاهم لهم إلا الإحتفاظ بالسلطة, وخدمة أحزابهم.
بعض أخر حاول أن, يعمل بمعادلة مقلوبة, فعمل بشباب لا يملكون من الخبرة شيئا, فكانت الحصيلة تخبطا كاملا.. وهي نتيجة طبيعية.
قلة ممن يملكون الرؤيا, حاولوا المزاوجة بين هذا وذاك, فنجحوا في الإحتفاظ بقدر معقول من الخبرة, مع إتاحة فرص التمكين لشباب, يمكن أن يبرز منهم عدد لابأس به, من القادة.. إن لم تنجح, سطوة السلطان وشهوة الكرسي, بحرفهم فيصبحوا رقما, يضاف لمن سبقهم.. لكن ما رأيناه من ثمر قليل لحد الأن!
لكي تبني دولة, تحتاج لان تبني مؤسسات, لا تتأثر إن ترأسها زيد أو عمر.. ولكي تنجح في النهوض ببلد, يجب أن يكون لديك قادة, يملكون مواصفات خاصة, تتيح لهم قيادة الأمة.
القادة لا يصنعون في مصانع, أو يستوردون.. بل ينتجهم المجتمع, متواجدين فيه, كجواهر لازالت خاما, تحتاج لمن يميزها, ويصقلها بشكل صحيح.. ويمكنها.

 

أحدث المقالات