23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

رغم تعدد تعريفات الدولة إلا أنها على العموم تصب في إطار واحد من الفهم اللغوي فهي كيان سياسي وإطار تنظيمي يوحد المجتمع . وهناك رأي آخر يصفها : بأنها تجمع بشري يؤسس كيان سيادي في نطاق إقليمي ويمارس السلطة عبر مؤسسات دائمة . شريطة أن يتم القضاء على كل ما يتقاطع مع مؤسسات الدولة , ولا سبيل لبناء دولة وفق المفهوم الحديث ما لم يتم تفكيك البنية العشائرية والإبتعاد بالدولة عن الدين .
لقد ترك أبن خلدون 1332 -1406 هجرية كماً ثراً في كيفية نشوء الدولة ونموها ثم موتها , ولقد حلل نظرياته وأفكاره الكثير من علماء الغرب ولعل بعضها دخلت في مفهوم نشأة الدول ولكن دون الإشارة إليه أو بإشارة هامشية , غير أن الرجل يظل غنيا عن التعريف لدى العديد من الباحثين في علم الدول والمجتمعات وإن كانت بعض أفكاره لم تاخذ حيزها الواسع من التطبيق خاصة عند الدول العربية صاحبة الشان الأكثر . لكن العديد من علماء الإجتماع يقدمونه كرائد في هذا العلم .ولو أخذ بنظر الإعتبار جزء من تصوره عن الدولة منذ نشر آرائه وفلسفته لوجدنا أنفسنا في العراق على
 الأقل بشكل غير الذي عليه الآن . والغريب في الموضوع أن من يأتيهم الحكم بغتة يطبقون فلسفته ليس في ضوء الوصول للصورة الأفضل بل كأنهم يريدون أن يقولوا له وهو في قبره أن ما كتبته ليس صحيحا ,نحن نعيش في أفياء الدين وتحت ظل القبلية والعشائرية ونعيش منعمين . إن إلقاء نظرة سريعة على تصور الرجل وما ألت إليه الدولة العربية خاصة في ضوء ما أسموه الربيع العربي والفوضى الخلاقة يجعلنا لا نشك أبدا أننا كنا السبب في كل الذي حصل وعلينا أن نفتح أعيننا ونواجه الواقع إننا سرنا عكس التيار قاصدين ذلك أو مدفوعين له , تقول أطروحات الرجل من مخاطر فناء
 الدولة :
– الإستبداد والإنفراد بالسلطة والتنكر للعناصر التي ساعدت في تولي ألحكم .
– تقليد الناس لأصحاب السلطة , وتقليد أصحاب السلطة لأصحاب السلطة السابقة .
– ازوداجية الحاكم بين التظاهر بحرصه على بناء الدولة القانونية وعمله من الداخل بتثبيت العشيرة والطائفة .
– الإعتماد على المرتزقة ( ما يقابل المليشيات الحالية الآن ) في الدفاع عن الدولة .
– وأن هذه المرتزقة ستقضي على الدولة بعدئذ .
– إعتماد الدولة أو بعض أطرافها على العشيرة .
ولعلنا نرى اليوم تسليح العشيرة وخلق مليشيات منها لتصفية خصوم الحاكم . وتشبث الحاكم بالكرسي وكأن لا يوجد من يقوم مقامه أو ليس هناك من يتحلى بمواصفاته مع أن البلد يسير إلى الخراب والناس تعيش بظروف القرون الوسطى بربكم اليست هذه سياسات المالكي وحزبه , وكأن أبن خلدون يحلل واقعهم , أما كان الأولى بهم أن يركنوا أنفسهم ويعطوا الدفة لمن هو أولى بها !؟. والأنكى تشبثهم بولاية ثالثة وعند عدم قدرتهم على تحقيق هذا الحلم الأمنية وضعهم تفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان لعل أقلها أن المالكي فضل العراق وتنازل عن حقه . لكم قاسى منكم العراق يا من
 تحملون حقدا على العراق وأهله !.