22 ديسمبر، 2024 11:47 م

أن كثيرا من القيادات السياسية من المسؤولين وكبار الموظفين ملتزمون سياسيا” أو دينيا”والبعض من المسلمين يؤدون فرائض الدين بإخلاص لكنهم في حياتهم اليومية يتصرفون بطريقة أبعد ما تكون عن الدين ، ونعلم جميعا انهم يؤدون الصلاة فى أوقاتها في الجوامع والمساجد ويصومون ويحجون إلى بيت الله ، لكن ذلك لا يمنع بعضهم من ممارسة عملهم اليومي في قبول الرشوة وتخصيص حصص الى الاحزاب الدينية والعلمانية في ميزانية الدولة وتقاسم تنفيذ المشاريع او متجاوزيين على حقوق الاخرين في الرواتب و الامتيازات.
إذا كان ممثلوا الأحزاب يحرصون على الوطن والدين بشكل صادق ، ألم يفكروا فى ان الفساد المالي والاداري و نهب أموال البلد و التزوير في الإنتخابات و التجاوز وعدم الاكتراث بأمن الناس أثر على الوضع الامني والاقتصادي وغيرها من الجرائم التي يرتكبها بعض المنتمين الى هذه الاحزاب التي يمثلونها وان السكوت عليها لا يمكن ان يتفق مع المبادىء الشريفة وكل الرسائل السماوية.

خلال الزيارات والمناسبات الدينية نكتشف أن نسبة كبيرةمن العاملين والموظفين في كل مجالات الخدمة العامة في التعليم والصحة والمالية وغيرها يتركون اماكن عملهم حتى يتمكن بعضهم من الذهاب الى اداء الزيارات والذين يفعلون ذلك ليسوا جهلاء لكنهم متعلمين وموظفي خدمة عامة وحتى كوادر متقدمة ومثقفة وببساطة يجاهر من اصدر هذه القرارات بنفاق مببطن أن الصلاة او اداء الزيارة أهم بكثير من استمرار التدريس في المدارس والجامعات او قضاء حاجات الناس في دوائر الدولة او رعاية المرضى في المستشفيات.
أن المسألة ليست مجردتناقض أو جهل وإنما هو فهم مغلوط الى الدين وهذا يؤدي إلى نوع من التدين الشكلي الذي يشكل بديلا عن الدين الحقيقي ، وهذا النوع من التدين يحصر الدين في الشعائر ومظاهر التدين بكافة اسمائها. ان الدفاع عن المبادىء الحقيقية ورسالة الرسول وأل بيته في العدل والمساواة ، مسألة اساسية في العقيدة لكن التدين البديل يمنحك إحساسا كاذبا بالطمأنينة والرضى عن النفس وهذا مايفعله اكثر الذين استلموا مقاليد المسؤولية والذين اجازوا لانفسهم الهيمنة على المال العام بامتيازات خرافية ويعملون على تسخير موارد المال العام ووسائل النقل لخدمة المسؤولين ولبعض الناس وخلال هذه المناسبات يصل الامر في الدولة و مجالس المحافظات الى الغاء الدوام الرسمي واعطاء عطل طويلة لتصبح ايام الدراسة في المدارس والجامعات والعمل في المصانع ودوائر الدولة خلال السنة الواحدة اقل من ايام العطل الممنوحة.

يجذب الانتباه الجهود الكبيرة وتسخير الموارد العامة في الاماكن الدينية ومنها مؤخرا” في ضريح الامام الحسين (ع) والجهود التي تبذل لتوفير النقل والمسكن والبذخ في الطعام الى الملايين من الزائرين الذين يتوافدون على الزيارة يوميا”وتصل ذروتها في شهر محرم الحرام وايام المناسبات .

هل جاء الإسلام من أجل الصلاة ولبس الحجاب فقط وهل كانت ملحمة سيد الشهداء الامام الحسين من اجل منصب او جاه وهل يحتاج سيدنا ومولانا الامام ابا عبدالله مثقال ذرة من اطنان الذهب التي وضعوها او الاكل الذي قدموه مشكورين للزائرين.

الم يكن سيد الزاهدين وامام المسلمين الامام علي (ع) النموذج الصادق في البساطة والتزهد ونزلت الاية الكريمة اشارة له ولولديه الحسن والحسين عليهم السلام اجمعين

) إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا (

الا يمكن توجيه الناس لتنظيم كل هذه الجهود وكل من مدينته وقريته في بناء مستوصف وترميم مدرسة ومساعدة ارملة والتكفل بيتيم او اطعام طفلة جائعة في مكان بعيد ,اليس بالامكان توظيف هذه الجهود والطاقات وكل هذه الاموال مع دعم الدولة الى مساعدة الفلاحين على الزراعة واصحاب المهن على الصناعة وانتاج الاحتياجات البسيطة حيث وصل الحال الى استيراد ماء الشرب من الدول المجاورة.

كلنا نعرف ان عدد يتامى العراق والنازحين وصل الى الملايين وان الدولة عاجزة عن حل المشاكل الاجتماعية المعقدة المتلازمةمع حالة الفقر والبطالة والظروف الاقتصادية الصعبة التي نتجت بسبب السياسات وقرارات القيادات الفاشلة طيلة الفترة الماضية اضافة الى العصبية والطائفية التي جاءت بها داعش والوهابية.

وقفوهم أنهم مسؤولون ,نحن جميعا”مسؤولون في قول كلمة الحق لاصلاح البلد ولكن في درجات متفاوتة وفي مقدمتنا من يملكون الصلاحيات العليا وقدرة التأثير في الناس وبالخصوص التأثير على الطلبة والشباب لغرض توجيههم الى المواطنة وحب العمل ولهذا الموضوع مقال اخر.