23 ديسمبر، 2024 1:08 ص

الدولة للحياة والدين للاخرة

الدولة للحياة والدين للاخرة

لم يقل الاسلام هذا الدين الحنيف ، لم يقل ان تؤخذ العقيدة او تعتنق بالقوة ، او بالاكراه ، لكم دينكم ولي دين . وما انت عليهم بوكيل ، بهذه المقدمات بدا الدين والرسول (ص) بالدعوة الى الله، عليه فلا الاصولية ولا دعاة الدولة الاسلامية في العراق والشام بقادرين على على تغيير عقيدة المؤمن، ولم تك القاعدة قد ارست في حروبها في افغانستان والعالم اي قواعد واصول للدعوة انما حرفت الطر يق من الدعوة للاخرة الى مطالب للدنيا ، ان ترويض السياسة ودفعها باتجاه التديين ، او بالعكس تسخير الدين من اجل خدمة السياسة ، انما هو عمل يخلط بين امور الدنيا والاخرة .
ان الدين هو علاقة روحية بين العبد وخالقه ، هو مناجات الانسان لربه بان يهديه سواء السبيل او ان يعفو عنه من اخطاء الدنيا والبشر خطاءون ، ان الدين هو فاتورة الاعمال الطييبة التي يقوم بها الانسان في حياته ، وانه يعبد الله ليرضى عليه والتصوف هو وسيلة المؤمن الارقى للوقوف بين ايدي الله ، انها محاولة اختزال كل الاشياء امام الانسان ليكون قريبا من خالقه ، فالدين في المحصلة هو الامل برضاء الله على المؤمن ، اما الدنيا فانها المساحة التي يتاح فيها للانسان ان يثبت فيها تمسكه بمسلمات الدين ولكن ليس بعيدا عن متطلبات الحياة او بالضد منها على. العكس فان الدين كثيرا ما يرشد الانسان نحو التمتع بالحياة والعمل الصالح فيها والعمل الصالح يعني بناء الذات وبناء المجتمع واقامة الدولة ، وهنا يبدا الخلاف ،فبما ان الحياة تتطلب مسارات مختلفة ولمجتمعات مختلفة من حيث الايديولوجية والتديين (للدين الواحد طوائف ومذاهب) وفي المجتمع الواحد اديان مختلفة وفي ذات المجتمع انتماءات قومية مختلفة لا توحد كل هذه الاختلافات الا الدولة الموحدة ، الدولة التي تمثل الجميع لا الفئة الواحدة، وهذه الدولة لا تنهض الا بانتمائها للجميع وتمثل الجميع، ولا يتحقق ذلك الا بانتماء الدولة الى التمدن والتطور ، وان يكون الدين الى جانب مفرزات التطور من اهم مصادر التشريع لكنه ليس بمصدرها الوحيد كما تراه االدولة الدينية، وبناءا على ذلك فان الدولة المدنية هي الاقرب الى الواقعية في عالم تقدمت فيه الشعوب بقدم العلوم ،حيث اصبح لزاما ان تكون الدولة للحياة وان يهدي الدين الناس الى الاخرة…