23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

الدولة الوطنية/ الحلقة الثانية عشر

الدولة الوطنية/ الحلقة الثانية عشر

بإمكان الزملاء الكرام من القراء أن يرجعوا إلى المقالات المنشورة في هذه الصفحة تحت عنوان ( ميدان الإصلاح ) ، و قد نشرت بالتزامن مع المطالب الشعبية بإجراء الإصلاحات ، و حديث الكثير من الأطراف السياسية عن ذلك ، يومها و في أكثر من حلقة أشرنا إلى أن عدم الصدق و الجدية في إجراء الإصلاحات سيحول هذا المفهوم ( الإصلاح ) إلى عنوان للأزمات القادمة ، و هو بالفعل ما حصل ، فالمحاصصة بكل سوءها خلقت عملية سياسية سيئة و اليوم يريد الكثير من الإطراف بحجة الإصلاح ، هدم كل شيء ، و بدل أن تسعى هذه الإطراف إلى إعادة هيكلة المنظومة التشريعية و التنفيذية على أسس وطنية ، نجد هنالك من يطالب و يعمل على إسقاط الرئاسات و تعطيل السلطات و خلط الأوراق ، و كأن الإصلاح يعني هدم كل شيء على طريقة ما حصل في العام إلفين و ثلاثة ، لا حاجة للقول أن كل هذا تحركه المصالح الضيقة ، إلا أن الوضع في حقيقة الأمر على مستوى من الخطورة أكبر مما حصل في العام 2003 ، لإن المرحلة الحالية فضلا عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها العراق ، فهنالك التحدي الأمني الكبير ، ففي الجغرافية الممتدة من أجزاء من الأراضي الشمالية و الغربية العراقية و دخولا في عمق أراضي واسعة من جمهورية سوريا ، تسيطر أكبر و أشرس جماعة إرهابية و هي تنظيم داعش ، هذه الجماعات لا زالت تحضى بدعم أطراف مختلفة و لا زالت تملك القدرة على سرقة النفط و الآثار و التجارة الغير شرعية ، و هي فضلا عن ذلك تملك قدرة تجنيد أعداد هائلة من الشباب المسلمين من كل البلدان الإسلامية و المسلمين في الغرب ، و هذا يجعلها على الرغم من كل التقدم الذي تحرزه القوات المسلحة العراقية و من يساندها ، و كذلك الجهود التي تبذلها قوات التحالف الدولي ، لا زالت هذه الجماعة في حال حصل أي تراخي أو تهاون بإمكانها العودة للسيطرة على المدن و تهديد المدن الأخرى ، بالإضافة إلى أن الأوضاع الاجتماعية الداخلية في العراق و بسبب المشاكل الأمنية الشائكة ، يعيش اضطرابات و حالة من عدم الاندماج و التشظي ، هذه و تحديات أُخرى تجعل من المناورات المصلحية تحت غطاء الإصلاح تضع هذا البلد على حافة هاوية الخطر .