7 أبريل، 2024 7:39 ص
Search
Close this search box.

الدولة المدنية  الحل لمحنة العراق 

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد التجارب المريرة التي عاشها الشعب العراقي منذ تاسيس الدولة العراقية مطلع القرن الماضي والى يومنا هذا وما شهده العراق من تحولات كبيرة سواء على المستوى السياسي او الامني او الثقافي والانقلابات والانعطافات التي دفع العراق والعراقيين اثمانا باهضة وخسائر مادية وبشرية ونفسية تمثلت بتأخر كبير بل توقف عجلة التقدم والحضارة بل تراجع جعل من العراق دولة متخلفة وبائسة رغم ما يمتلكه من مقومات يمكن لها ان تجعله في مقدمة بلدان المنطقة هذه المقومات تتمثل بموقعه الجغرافي وكمية البترول والمعادن والثروات الطبيعة التي يمتلكها بالاضافة الى الارث الثقافي والتاريخي الذي يتمتع به غير ان كثرة التحولات والانقلابات لم تترك لهذا البلد وشعبه فرصة في ان يلفظ انفاسه فهذا البلد ما انفك يخرج من محنة حتى تجده يغوص في محنة اصعب من التي سبقتها وكان لتغيير الانظمة السياسية دور كبير في جعل العراق يدور في دوامة الصراعات التي عوقت حركته وجعلته مرهون بعقد ومشاكل تحول دون نهوضه وتقدمة فالتحول من النظام الملكي الى الجمهوري كان اول التحولات والصراع الذي دار بين الشيوعيين والبعثيين والاسلاميين هدر كثير من السنوات ومزق المجتمع وخلق حالة من الصراع كان نتيجتها انتصار حزب البعث وسحق كل الخصوم من كل الاطراف وكانت حقبة مؤذية ودخل العراق في اتون حروب كارثية الى ان سقط حكم البعث على يد اميركا وحلفائها عام ٢٠٠٣ ولم  تكن هذه الانعطافة افضل من سابقاتها بل كانت الاسوء والاكثر تعقيدا ودمارا للعراق وشعبه وبناه التحتية وحتى الثقافية وارثه الحضاري والاجتماعي ولعل من اسوء ما حملته هذه الانعطافة انها مزقت المجتمع واحدثت حالة من التنافر والاستقطاب داخل المجتمع وخلقت صراع داخلي هو الاسوء من نوعه وهو الصراع الطائفي ذات الجذور الدينية والتاريخية وهذا النوع من الصراع يعد الاصعب والاكثر تعقيداً والاقوى لكونه يرتكز على مباديء دينية وتاريخية يصعب تجاوزها وبات المجتمع في حالة يأس من وجود حل لهذه المعضلة خصوصا وان هذا الصراع بدء يأخذ بعداً اقليمياً واستقطاباً دولياً اوشك ان يتحول الى حرب عالمية وهذا هو معنى ان العراق دولة محورية اي ان استقرار العراق يعني استقرار المنطقة وهذه الحقيقة باتت موجودة ولكل بات مقتنعاً  بها ومن هنا بدأ التفكير جدياً بضرورة بل حتمية العمل على استقرار العراق وبعد كل ما مر من تجارب صارت حقيقة الدولة المدنية تتجسد في طموحات من يبحث عن استقرار هذه البقعة الجغرافية من العالم خصوصاً وان النظام البرلماني الذي نص عليه الدستور العراقي تؤسس لهذا التوجه بل لا يمكن لاي نظام ديمقراطي برلماني ان ينجح الى في ضل دولة مدنية تذوب فيها كل المسميات لتكون تسمية واحدة وهي المواطنة وبالتالي فان نظام الحكومة والمعارضة لا يمكن ان ينجح الى في ضل دولة مدنية والرقابة وسيادة القانون لا يمكن ان ينجح الى في ضل دولة مدنية يصبح المواطن والوزير والبرلماني ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان في نظر القانون مواطن يحكمه النص القانوني في حقوقه وواجباته فالعراق والشعب العراقي اصبح امام خيارين لا ثالث لهما فإما ان يؤمن بالدولة المدنية او يذهب الى التقسيم 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب