22 أبريل، 2024 5:05 ص
Search
Close this search box.

الدولة المدنية الحديثة حلم يجب أن يحقق

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثرة الحديث والمطالبة بالدولة المدنية الحديثة في العراق ، بسبب الفشل الذي أصاب جميع مفاصل العراق قبل وبعد تغير النظام الدكتاتوري الذي حكم العراق لعقود من الزمن ومن ثم جاء الإسلام السياسي زاد الأزمة تعقيد ، وقد سمعنا مطالب المتظاهرين وبعض الجهات والسياسيون يتحدثون بضرورة تحقيق الدولة المدنية الحديثة من اجل إنقاذ العراق ، والشي بالشي يذكر أن لطالما اقترن اسم السياسي العراقي الدكتور أياد علاوي بالدولة المدنية الحديثة من خلال المشروع الوطني الذي سعى وما زال يسعى مع البعض من اجل تحقيقه ، بل من خلال بحث بسيط من اجل ذلك وجدناه ينادي بها من أيام المعارضة ولحد اليوم ، وهناك سؤال مهم .

ما هي الدولة المدنية ؟

فكرة ولدت من عقول بعض المتخصصين لمحاولات منهم تحضير الشعوب فكريا لتأسيس الدولة حديثة تبنى على أساس المساواة وتحفظ حقوق المواطنين تنطلق من مبدأ الأخلاق في السيادة والحكم .

ومن اجل توضيح صورة الدولة المدنية الحديثة ، لننظر إلى حال المجتمع من فوضى وظلم وطغيان لبعض القوى والدول التي يحكمها التكبر والعنف من اجل السيطرة ، عكس الدولة المدنية التي تتميز بروح التسامح ، والتعاون من اجل التعايش السلمي للمجتمع ، أن أقامة الدولة المدنية ، يلزم أن تتفوق روح التسامح التي تمنع اعتداء الناس على بعضهم ، كونها تبني مؤسسات قانونية تخرج عن سيطرة وتأثير بعض القوى السياسية آو المذهبية آو حتى الأفراد ، وتستطيع تلك المؤسسات تنظيم الحياة العامة للمجتمع وحتى أنها تحمي الملكية الخاصة ، وتطبق القانون على جميع الناس بمختلف مستوياتهم الاجتماعية والسياسية ، وهي تمثل تصور الشعب حيث أن الدولة المدنية تقام على أساس أجماع الناس وإراداتهم المشتركة ، ونستطيع وصف الدولة المدنية عدة أوصاف كونها تمثل مفاصل الدولة المدنية الحديثة ، ومنها ،

دولة سيادة القانون ، وتعرف بأنها اتفاق أفراد يعيشون في مجتمع يخضع الجميع للنظام والقانون ، مع وجود قضاء نزيه يكون أداة فوق أفراد المجتمع جميعا ، وتوصف بالمدنية كونها تؤسس نظام مدني أهم الذي يقوم عليه التسامح ، والتعايش السلمي بالمجتمع من اجل قبول الأخر، بحيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات وتلك القيم تؤسس ( الثقافة المدنية ) ، ولا يكتمل بناء الدولة المدنية بدون الشرط الثالث وهو .

( المواطنة ) ، ويتم تعريف الفرد فيها من خلال الوطن الذي يعيش فيه ولا يعرف عنه بدينه أو بقوميته أو مهنته أو حتى إقليمه بل يعرف تعريف قانوني بأنه ( مواطن ) أي انه جزء من مجتمع له حقوق وعليه واجبات ، أذن كما قلنا سابقا ( القانون يؤسس للعدل ) و ( الثقافة تؤسس للتعايش السلمي ) فان ( المواطنة تؤسس لقيم المساواة بين الجميع ) ومن الجميل بالدولة المدنية إن المواطنون يجب أن يعيشون اغلبهم بنشاط بالمجتمع ويشاركون لتحسين مجتمعهم ، والدولة المدنية الحديثة لها وصف وأساس رابع هو

( الديمقراطية ) التي هي كفيلة بان تمنع أن تؤخذ الدولة غصبا من مجموعة أو قوى أو عائلة ، والديمقراطية هي طريق الدولة المدنية الحديثة ، وهي تتيح حق التنافس الأخلاقي بين القوى السياسية ، على أن يكون الهدف السامي المصلحة العامة ، وجوهر الدولة المدنية تقوم على الأساس الأخير هو.

( فصل الدين عن السياسة )، فالدين عامل أخلاقي مهم بالدولة المدنية لكن تخص الفرد لا كما يقولون بان الدولة المدنية تعادي الدين ، وما ترفضه الدولة هو استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية هذا ما ترفضه الدولة المدنية الحديثة ، وفي نهاية حديثنا عن الدولة المدنية لا يمكن إن نأخذ جزء بدون الأخر ( فالقانون ،الثقافة ، الديمقراطية ، المواطنة ، فصل الدين عن السياسة ) إذن فلنضع يدنا بيد من ينادي من اجل تحقيق الدولة المدنية الحديثة وهو ( الدكتور إياد علاوي ) من اجل إنقاذ العراق لان الشعب العراقي يستحق الأفضل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب