8 أبريل، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

الدولة الكردية و حافة الهاوية

Facebook
Twitter
LinkedIn

تتسارع الاحداث يوما بعد اَخر و نقترب من ساعة الصفر وهي نهاية اتفاقية (سايكس بيكو) التي خلفت وراءها تقسيم منطقة الشرق الاوسط و رسمت حدوداً لم تكن لها وجود او جذور وفق المصالح و الاستراتيجيات الخاصة دون أي اعتبار لأرادة شعوب المنطقة و منها الشعب الكوردي الذي نال نصيبه من التقسيم ما لم ينل غيره و قامت حكومات الدول التي انقسمت كوردستان عليها كل وفق خطط و برامج لـصهر هذه القومية في بوتقة قومياتها تحت تسميات متعددة فكانت ردود الافعال مختلفة حيث الثورات و الانتفاضات كانت سمة هذا الشعب طيلة الفترة السابقة .
و ما ان تشرف هذه الاتفاقية المشؤمة على نهايتها تشهد هذه المنطقة تطورات لم تكن في الحسابات بدأ من الربيع العربي و الانتفاضات الجماهيرية ضد انظمة الحكم و ظهور الجماعات الارهابية المختلفة في الاهداف و تنشيط الجهود الدبلوماسية بين دول صاحبة القرار في المجتمع الدولي و الكل يبحث عن تأمين مصالحه و حصته من كعكة المنطقة من حيث موقعها الجغرافي و ثرواتها الطبيعية .
و يبدو الان وجود مشروعين لتقسيم المنطقة بعد ما بات التقسيم امرا لا مفر منه و هي المشروع الامريكي الروسي و المشروع الايراني التركي و في ظل المشروع الاول فان امال الشعب الكوردي بتأسيس كيان سياسي مستقل و تقرير مصيره يلوح في الافق بفضل الجهود الدبلوماسية للقيادة السياسية الكوردية بالاضافة الى عدم تقاطع المصالح الكوردية مع مصالح كل من روسيا و امريكا خاصة الامريكية حيث نجحت حكومة الأقليم بسياستها الناعمة من جلب المصالح الامريكية المتمثلة بالشركات النفطية و محاربتها لداعش و بناء الجامعة الامريكية في دهوك السليمانية و الزيارات المتبادلة للوفود بين الطرفين و كاد الحلم الكوردي يقترب شيئا فشيئاً .
و لكن ظهر في الاونة الاخيرة تحركات دبلوماسية كثيفة سرية و جهرية بين كل من ايران و تركيا بعدما وصلا الى قناعة بان المنظقة باتت في مرحلة التقسيم و باعتبار هما دول اقليمية عظمى و التقسيم سيكون على حساب مصالحهما و اجنداتهما بل سيكونان المتضرران من مثل هذا المشروع و على الرغم من الخلافات الجوهرية بين كل منهما من حيث الايدولوجيات و الاهداف فانهما تشعران بوحدة المصير مما دفعهما الى الاقتراب و تبادل الزيارات و البحث في مشروع لهما لتقسيم المنطقة وفق مصالحهما ايضاً و في ظل هذا المشروع تذهب كل احلام الشعب الكوردي هباءً منثوراً و كل الجهود الدبلوماسية ادراج الريح و على الرغم من انها حقيقة مرة و لكن السياسة لا تمارس بالعاطفة و انما تحكمها المصالح و من المتوقع ان نشهد تقسيما من نوع اخر بين هذين الدولتين و هي تقسيم الاقليم بينهما فكل من السليمانية و كركوك ستتبع ايران و اربيل و دهوك لتركيا وفق نظام اداري و سياسي معين أو أتحاد أقليم كوردستان مع الأقليم السني . وان الانسحاب الروسي من سوريا و دخول القوات التركية الى العراق و التمركز بالقرب من الموصل و الاعلان عن قرب نهاية داعش و تحرير مدينة الموصل و الاتفاق النووي الايراني الامريكي مؤشرات على نجاح المشروع الايراني التركي في المنطقة مع الاخذ بنظر الاعتبار المصالح الامريكية فمن غير المعقول و المقبول ان تخرج امريكا من المنطقة فاض الايدي بعد التضحيات البشرية و المادية و قيادتها للعالم من دون تأمين مصالحها و بالتالي فان مصالح امريكا تكمن مع المشروعين بلا شك و لكن مصالح و اَمال الشعب الكوردي سيذهب ادراج الريح مع المشروع الايراني التركي باعتبارها قوميتين جارتين على مر العصور و حاولا بكل ما أوتيا من قوة صهرها و اذ لم يكن صلابة هذه القومية و شجاعتها لكان مصيرها الاندثار و لكن يوماً بعد يوم تزداد قوة و عزيمة و تطالب بحقوقها المشروعة و كلنا أمل بالقيادة السياسية الكوردية المحلية و خاصة السيد (مسعود البارزاني) الذي اصر و يصر على بناء كيان سياسي و اعلان دولة كوردية مهما كلف الأمر و لكن يجب الحذر وكل الحذر لأن موسم المؤتمرات و الاتفاقيات السرية في انضج مراحلها و نحن الكورد ذقنا مرارة هذه الاتفاقيات المشؤمة في القرن الماضي لذا فان دولتنا الكوردية القادمة على حافة هاوية المصالح الدولية كما كانت سابقا مع الاختلاف في الزمن و الاوضاع الدولية السائدة في الوقت الماضي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب