23 ديسمبر، 2024 3:44 ص

الدولة العميقة وأفول نجم الدولة الرسمية في العراق

الدولة العميقة وأفول نجم الدولة الرسمية في العراق

لم تعد مسألة وجود الدولة العميقة في العراق موضوعة نقاش ، لان وجود مثل هذه الدولة الموازية للدولة الرسمية اصبح مألوفا بل ومعترف به رسميا منذ اللحظة التي تم بها الاعتراف بوجود سلطات مسلحة تقف الى جانب سلطات الدولة المعترف بها دوليا ، ومنذ اللحظة التي بات بها المواطن لا يخشى سلطة الدولة الرسمية بقدر ما يخشى سلطة الدولة العميقة واذرعها المنتشرة في كل مكان ، واليوم يقف المواطن المهزوز بالضد من تعليمات الدولة بشأن الحظر المعلن للابتعاد عن انتشار مرض الكروان ، بل ويتعدى البعض على اجهزة الدولة الأمنية والسبب هو سيادة مذهب الولاء العشائري وامكانية تدخل العشيرة لانقاذ المعتدي ، او انه من مخرجات ظاهرة اضعاف الدولة لحساب الاحزاب القوية ، او بسبب الفساد الذي يدفع بالافراج عن المعتدي بدفع الرشاوي وتخليص المذنب من طائلة القانون .
ان تجربة حظر التجوال ومدى تنفيذه او تجربة التقييد بالتعليمات والإرشادات الصحية ، لمكافحة مرض كورونا ، هي بمثابة الإعلان عن ضعف الدولة ومدى تأثير احتقار الاحزاب لهذه الدولة وتجاوز صلاحياتها ومدى الآثار التي تركها نظام ما بعد عام 2003 على هيبة الدولة وعلى سلطة القانون ، كما وانه أظهر بالمقابل مدى تدني إيمان المواطن بأهمية دولته ، او بالاحرى يوضح المشهد من ان ما كان يطبقه الظالم هو المقبول عند بعض الناس ، وإلا بماذا يفسر المخالف للتعليمات بسلوكه هذا؟
ان غياب هيبة الدولة والانتقاص من سلطة القانون هي عوامل لا تبشر بخير وانها كانت وستقف وراء احداث ستكون بمثابة التحول من حكم الدولة الى حكم شريعة الغاب…