27 ديسمبر، 2024 4:03 م

الدولة العراقية وتكرار الفشل ” أعتراف المالكي مثالا “

الدولة العراقية وتكرار الفشل ” أعتراف المالكي مثالا “

كان عبد الكريم قاسم حالة أستثنائية في تاريخ العراق لآنه كان متجاوزا ذاته وسعى لبناء دولة ولآنه لم يكن حزبيا تأمرت عليه ألآحزاب القومية مع الجماعات البعثية وشكل الحزب الشيوعي دعاية غير مدروسة في الشارع أضرت بعبد الكريم قاسم من حيث أعطت مبررا لخصومه وهم مجاميع غير ناضجة سياسيا لذلك ترأسهم ضباط يعرفون ساعة الصفر ولا يعرفون تصفير المشاكل والمعضلات السياسية وألآقتصادية , أن تاريخ 8 شباط عام 1963 هو محطة بداية الفشل للدولة العراقية التي لم تنفعها كثرة صادراتها النفطية , لآن كثرة ألآخطاء السياسية وكثرة من عملوا في السياسية من خلال أحزاب فاشلة كانوا في كل مرة يشكلون طعما شهيا لشركات النفط الكبرى ودولها التي تجيد لعبة ألآمم في شعوب لم تعد لديها قيم فكانت أحزاب ما يسمى بالدولة القومية والدولة الوطنية أستهلكت حيوية المجتمع والدولة حتى فقدت الدولة في العراق صفتها القانونية من أيام صدام حسين وحروبه العبثية وخيمة صفوان الى الحصار ألآقتصادي الذي أسقط هيبة الدولة ومنظومة القيم ألآجتماعية الى غزو العراق بأسم حرب ” الهرمجدون ” الى ما يسمى بمجلس الحكم أيام بول بريمر ثم الى كوكتيل ما يسمى بألآنتخابات المفتوحة على كل أنواع التزوير الذي أنتج حكومات الفشل من المؤقتة الى ما يسمى بدولة قانون نوري المالكي التي أنهكت ماتبقى من الدولة العراقية حتى أصبحت رمزا للتخلف , فالوزير لايعرف كيفية توقيع الكتب الرسمية , والمدير لايعرف برنامج ألآدارة , والموظف لايعرف معنى الوظيفة ؟ والمواطن لايعرف النظام ولا يعرف النظافة , ولا يعرف طريقة التفكير السليم , ولذلك أصبح الطبيب يتاجر بالمريض , وأصبح المهندس يتاجر بالبنية التحتية , وأصبح القاضي يتاجر بحقوق الناس , والمحامي شاهد زور لقضاء فاسد , والتاجر سمسير خطير لتدمير المنتج المحلي , والمدرس بائع خصوصي للطلاب , والمقاول والعامل ينتظران ما يحققان من مورد لاما ينتجان من بناء , والضابط والمسؤول ألآمني والعسكري مشغول بالحماية وألآمتيازات وسهرات فنادق الدرجة ألآولى , والجندي والشرطي يهمهم الراتب والموبايل قبل كل شيئ , ونتيجة لهذه التركيبة الفاشلة والفاسدة , ظهرت القاعدة الوهابية التي وجدت لها جسورا في العراق بعد قيام ألآنتفاضة غير المخطط لها في التسعينات , فأوكل صدام لعزة الدوري بائع الثلج أن يكون رابطا مع التنظيم الوهابي من خلال أنصار الشريعة في كردستان وعزة  الذي تعلم كيف يرتدي البدلة العسكرية , ولم يتعلم كيف يبني دولة لآنه كان يقول لصدام حسين : سيدي حتى أخطاءك هي صح ؟

هذا هو بلاء العراق من صدام صاحب ألآعدامات والمقابر الجماعية والخدمة في منظومة ألآستخبارات ألآمريكية والصهيونية من أيام جورج بوش ألآب في الستينات الى أحزاب السلطة الفاشلة بعد 2003 وحكومة نوري المالكي الفاشلة بكل مقاييس ألآنظمة والدساتير , وأعتراف نوري المالكي أخيرا في لقاء تلفزيوني بالفشل لم يكن مفاجئا لآهل الفكر وخبراء السياسة , وهل يعترف بقية من عملوا في أحزاب السلطة الفاشلة والمحاصصة التي صنعت لهم أبراج عاجية ظن البعض منهم أنهم أصبح يشار لهم بالبنان فراحوا يقومون بزيارات لدول الجوار وتلك الزيارات هي تعبير عن أسقاط هيبة الدولة العراقية والعمل على زيادة فشلها في نظر مسؤولي دول الجوار الذين لم يعودوا يحترموا من في مسؤولية الدولة العراقية , فاللقاء الذي أجري لعمار الحكيم في الدوحة قبل سنوات وأنتهى بفشل نتيجة ألآسئلة التي طرحها العراقيون الذين جاءوا للقاء وأغلبهم من البعثيين الهاربين وأوتهم قطر لاحبا بهم ولكن نكاية بالعراق الذي ينظر له من خلال مشروع ” الطوق النظيف ” الذي وضعه نتنياهو عام 1998 لتفتيت كل من العراق وسورية ومصر بالتعاون مع المخابرات ألآمريكية لذلك أصبح ألآخوان المسلمون في كل من ألآردن ولبنان وهم الجماعة ألآسلامية وفي العراق هو الحزب ألآسلامي يشكلون حاضنة وعون للعصابات التكفيرية ألآرهابية وخصوصا ” داعش ” و” جبهة النصرة ” وخلية ” الموك ” في ألآردن هي وراء ما يسمى بدعوة تدريب العشائر السنية في سورية والعراق , وقبل ذلك كانت ما يسمى بساحات ألآعتصام في ألآنبار والتي تصدرها المعممون لاسيما الذين كانوا في جهاز ” حنين ” لحزب البعث أيام صدام حسين والذين كانوا ينشدون علنا ” نحن تنظيم أسمنا القاعدة نقطع الرؤوس ” حتى قال حارث الضاري قبل وفاته ” القاعدة منا ونحن من القاعدة ” وخلية غسيل ألآموال العراقية في عمان والتي تتكون من خميس الخنجر وعبد اللطيف الهميم وسعد البزاز هي من كانت تدعم تظاهرات مفتعلة فيما يسمى بساحات ألآعتصام , وهي التي جعلت من رافع العيساوي طبيب ألآرهابي أبومصعب الزرقاوي مقربا من المجاميع ألآرهابية ومعه طارق الهاشمي ولزيادة الآحتقان الطائفي سعت كل من السعودية وقطر وألآمارات والبحرين على تأزيم الوضع السياسي في العراق فطلبوا من أسامة النجيفي أن يزور قطر وهو رئيس مجلس النواب وقطر لاتوجد لديها سفارة في بغداد وقبل ذلك أحتظنوا طارق الهاشمي ثم رتبوا له أقامة في تركيا , كل ذلك مع وجود حكومة نوري المالكي التي غابت عن الخدمات مثلما غابت عن السياسة وألآمن , وأزدادت عواصف الهجمات والحث الطائفي مع توسع رقعة العنف , والمالكي ظل مصرا على حاشية فاشلة فاسدة حتى كانت فضيحة الموصل , ولو كان المالكي يعرف معنى أن يعترف مسؤول بفشله أن عليه ألآستقالة فورا ليس من منصب نائب رئيس الجمهورية وأنما من منصب أمين عام ما يسمى بحزب الدعوة , ومن رئاسة كتلة دولة القانون البرلمانية , ثم أن هذا ألآعتراف بالفشل حتما ينعكس على نتائج أنتخابات عام 2014 وعلى كل التعيينات التي كان ورائها نوري الماالكي مثل تعيين علي العلاق رئيسا للبنك المركزي وتعيين حامد خلف مدير مكتبه السابق أمينا عاما لمجلس الوزراء وتعيين علي الشلاه رئيسا لهيئة أمناء ألآتصالات وتعيين علي الموسوي مديرا عاما في وزارة الخارجية وتعيين صادق مدلول الفاشل بكل معاني الفشل محافظا لبابل وتعيين عقيل الطريحي محافظا لكربلاء والزرفي محافظا للنجف ويحيى الناصري الذي لايعرف من ألآدارة شيئا محافظا لذي قار وتعيين علي غيدان قائدا للقوة البرية وعبود كمبر مساعدا لرئيس أركان الجيش وزيباري ملازم أول ررئيس أركان الجيش ومهدي الغراوي قائد عمليات نينوى , وسيظل حيدر العبادي يتخبط في بحر من الفشل مادامت حكومته تتكون من هوشيار زيباري الذي دمر الخارجية العراقية وبهاء ألآعرجي نشال شارع كرومويل كما يعرفه العراقيون في لندن وأذا كان مقتدى الصدر لايعرف ذلك ولايعرف كم من ألآموال والممتلكات يملك اليوم بهاء ألآعرجي فعلى السيد مقتدى أن لايضع جائزة لمن يثبت فساد بعض جماعته لآنه لايصح في ألآثبات شيئ أذا أحتااج النهار الى دليل , ويظل حيدر الزاملي خريج الحاسبات وزير عدل محمد اليعقوبي هو كارثة التوزير لايساويها ألا كارثة عبد الحسين عبطان االذي عين من قبل عمار الحكيم وزيرا للرياضة والشباب ؟

وسيظل حيدر العبادي رهينا للفشل ما دام مستشاروه هم من أمثال الفاشل وليد الحلي والمعمم المكروه في المسيب علي العلاق والمعمم الذي جلب الفضاائح لنوري المالكي حليم الزهيري , ومادام ألآمن الوطني من موفق الربيعي الى فالح الفياض ومادام التعليم العالي من علي ألآديب لحسين الشهرستاني وما دامت الخارجية من هوشيار زيباري الى الجعفري وما دام المزور ألآول سالم المسلماوي نائبا في البرلمان ومعه مشعان الجبوري ومنصور البعيجي ومزور الشهادة خالد ألآسدي وما دام خضير الخزاعي وعبد الكريم العنزي يملكان فضائيات وما دام حزب الفضيلة رئيسه غير مجتهد ويدعي المرجعية وما دام صالح المطلك نائبا لرئيس الوزراء وظافر العاني يمثل متحدون وسلمان الجميلي يمهد لخميس خنجر وما دام علاوي الذي أنكر قبل سقوط الموصل أنكر شيئا يسمى ” داعش ” ؟