“العثمانيون” هم نسل من خربوا الحضارة العباسية الاسلامية و من رموا المعارف الإنسانية في نهر دجلة و هدموا دار الحكمة في بغداد.. فالاتراك احدي القبائل التي انضوت تحت حلف المغول و التتار الهمجي الذين غزو العالم الاسلامي..
قادتهم كانوا اكبر خطر علي العالم الاسلامي حين ناصبوه العداء و استمروا كأكبر خطر علي شعوبه حتي حينما لبسوا عباءته، و تولوا قيادة العالم الاسلامي..
فحتي بعد ان تحولوا الي الإسلام و اسسوا الامبراطورية العثمانية و آلت لهم الخلافة الاسلامية تسببوا في الوهدة التي يتردي فيها العالم الاسلامي الي يوم الناس هذا.. اذاقوا كل القوميات الاخري وبال بطشهم و استبدادهم، توسيعهم للعالم الاسلامي كان وبال عليه، في اوروبا وقفت جيوشهم علي ابواب فينا و تم ردها علي اعقابها، لكن صورة الإسلام في اوروبا الشرقية (البلقان) و الوسطي و الغربية ايضاً حتي اليوم مأخوذة من ذلك النموذج العثماني الباطش العنيف و الهمجي بعكس اسلام الاندلس مثلاً.
عندنا في السودان نعرف تنكيلهم جيداً و يعرفون تنكيلنا و نكايتنا، حين غزو بلادنا بواسطة حاكم مصر القادم من البانيا (محمد علي الكبير)، هم أول من نصب المشانق في السودان لمن يخالفهم الرأي و قبلهم لم نكن نعرفها و لم يكن الموت عندنا عقوبة سياسية، و هم كذلك أول من نصب الخاذوق؛ كأبشع أداة اعدام عرفتها البشرية، هي اعدام تحت التعذيب الوحشي المهين (عبر ادخال عصي خشبية مدببة في دبر القتيل حتي حلقه، و غالباً ما يموت الضحية بعد ساعات و ربما يوم كامل) و قبلها لم يكن الاعدام للتشفي و الانتقام، فرضوا الجبايات و اضطهدوا الناس في جمعها و اهانوهم حتي فضل الناس الموت علي دفعها (عشرة في تربة ولا ريال في طلبة) و استخدموا ابناء الوطن ضد بني جلدتهم حتي قال الناس (التركي ولا المتورك).. حتي ثار الناس عليهم بقيادة الامام محمد أحمد و اجلوهم عن بلاد السودان مطرودين و مدحورين بعد قتل الحكمدار الانجليزي (شارلس غردون) سنة 1885م و الذي ينوب عن خديوي مصر و خليفة استانبول.
و حين اقتنع الاتراك بأن نهج الدولة العثمانية هو سبب تخلفهم و تخلف الدول التي هيمنوا عليها نفضوا ايديهم وحدهم و اهتموا بتطوير تركيا و قطعوا صلاتهم بكل القوميات الاخري بما في ذلك الاكراد الذين يشاركوهم ذات الأرض و الوطن و اداروا ظهرهم للقوميات العربية و غيرها.
اليوم يسعون لاعادة بعث امبراطوريتهم المسؤولة عن تشويه الإسلام في بلاد المسلمين و غيرها من البلدان، امبراطوريتهم التي كانت سبباً في خضوع تلك البلدان الاسلامية تحت قبضة و حكم الاستعمار الاوروبي و بعد ذلك تخلت عنه و لم تساعده بأي شئ ليتحرر من ربقة ذلك الاستعمار!
ان الدولة العثمانية كانت اسوء شئ حدث للدول الاسلامية و هي سبب تخلفها الي اليوم و مع ذلك هناك من يحن اليوم لتلك الامبراطورية العثمانية و يظن عن جهل انها من ايام عظمة الدولة الاسلامية أمثال هؤلاء لم يطلعوا علي التاريخ جيداً و لم يقرأوا عن الحياة الفكرية و الإجتماعية تحت قبضة السلاطين و اعوانهم من الباشوات و الآغاوات و البكاوات (طبقة النبلاء العثمانيين).