لم يعد لنا فهم أو تصور واضح نتبناه أو نخوض فيه بخصوص الكيفية التي بُنيت عليها الدولة العراقية بعد سقوط حكم صدام حسين ، فالبرغم من مرور أكثر من عشر سنوات من زوال حكم صدام وأنا أقول صدام ولا أقول حكم البعث بأعتبار إن حزب البعث كان ولا زال حاضرا ومؤثرا بكل مؤسسات الدولة الجديدة ومفاصل حكمها .
عرفنا في هذا العقد المؤلم الذي جرح قلوب ونفوس وخواطر العراقيين كثيراً ، عرفنا اننا هينون لدرجة إن ثمن الفرد فينا لا يتجاوز الثلاث دولارات ، عرفنا إننا ورقة لعب بيد ساسة هم أقرب الى السماسرة والدلالين من كونهم ساسة ، عرفنا أننا شعب صبور بل غريب في صبره ، عرفنا اننا محكومين بالتوافق ! والتنافق ! وتناسب السكان والمناطقية والعشائرية والطائفية وقلنا صبرا ربما انها رواسب الماضي وإشكالات الحكم الفردي السلطوي السابق ، ثم أوهمونا بصبغة البنفسج ربما لكونهم عرفوا اننا شعب نكون أحيانا كالأطفال نحتاج الى من يداعبنا ، اننا الان شعب حر له حق إختيار ممثليه في إدارة الدولة ، فسوقوا لنا القصص والحصص ، والكوته والعتبة وزُرت لا ما زُورت ، وهم يمارسون عملهم الدؤؤب بقتل العراق ، فأصبحنا طوائف وملل كل يسعى وراء نجواه، لكن نحن الشعب الصبور حد الغرابة الذين تقاسمنا الألم والمرارة ومجالس الفاتحة التي لو أحصينا مرات قراءتها على قتلانا لكن الاولى لجبرائيل أن يكون رئيس وزراءنا ، لا أن يطل علينا السيد المالكي والعراقيون بكل طوائفهم ومنابعهم يخوضون بدماء بعضهم قتلا وفرقة وتدميرا وهو يقص علينا حكاية ابنه المغوار وبطولاته الأمنية ، أو يسوق لنفسه دعاية انتخابية بافتتاح ملعب رياضي بوقت يتحول فيه البلد بكامله الى ملعب موت سريع .
وبالتأكيد لم يكن السيد المالكي يقصد بالحديث عن ولده إظهار عجز أجهزته الأمنية قبالة قصر حكمه على تنفيذ حكم قضائي بحق مقاول .
وعند هذه النقطة نقف لنتسأل أو نسأل السيد رئيس الوزراء بأعتبارنا شعب هو حاكمه الان ، إذا كنت عاجزا عن إيقاف مقاول تدعي أنه لص ، فكيف سيكون لك القدرة على إيقاف القتل والإرهاب والدمار والمفخخات .