23 ديسمبر، 2024 12:53 ص

الدولة التي لا تستطيع أن تحمي نفسها لن تتمكن من حماية المواطن ولا الوطن

الدولة التي لا تستطيع أن تحمي نفسها لن تتمكن من حماية المواطن ولا الوطن

عندما يتعرض رئيس حكومة الى محاولة اغتيال بواسطة صواريخ تسقط على بيته الذي يسكن فيه فأن ذلك شيء خطير ليس ضد شخص ذلك الرئيس فحسب ولكن استهداف للأمن الوطني والقومي الذي يمس جميع المواطنين دون استثناء. وبقدر حجم هذه الخطورة تتخذ إجراءات وتحقيقات من اجل الوصول لعناصر الجريمة ومن يقف خلفها في الداخل والخارج ومنع تكرارها ثانية. ولكن للأسف الشديد فأن العراق لا توجد فيه سلطة دولة ذات سيادة قوية تستطيع ان تحمي نفسها ناهيك عن حماية مواطنيها مما جعلها تقف خانعة وخائفة امام التهديدات والاغتيالات والجرائم العديدة المعروفة.

 

ومن المهازل التي تشير الى ذلك الفشل الذريع هو ان (بعير) الكاظمي للأمن القومي قاسم الاعرجي تمخض فولد فأراً. ففي مؤتمره الفاشل الصحفي الذي اعلن فيه (عن لا شيء جديد) اثبت الاعرجي فشلهم في تحقيق خطوة واحدة نحو تحديد الجهة الفاعلة. ولا ندري هل ان معدل الذكاء لدى الاعرجي هابط ام انه يتصور ان العراقيين ليسوا اذكياء ليضحك عليهم بإعادة نفس الصور التي شاهدوها من خلال الاعلام فيما سبق بل وعرفوا الكثير من الحقائق مما غابت عن مستشار الامن القومي نفسه! ولعل ما يرتسم في ذهن هذا المستشار هو صورة الشعب العراقي نفسها التي كان يمتلكها حينما كان يقاتل ضد هذا الشعب مع خميني اثناء الحرب العراقية الإيرانية وهو يرتدي بدلته (الخاكي) الفارسية؟! الا يخجل الاعرجي عندما اعترف بفشلهم حين قال ان الصاروخ هو محلي الصنع فذلك دليل على انه فشل في حماية الامن القومي (وهو مستشاره) بمنع ذلك التصنيع باعتبار الوقاية خير من العلاج. اذن الاعرجي يجب ان يحاسب بعدم قدرته على منع تصنيع هكذا صواريخ متطورة في داخل العراق وهذه ادانة له. وهو اذن مطالب بتوسيع رقعة التحقيق لتشمل البحث عن مصانع هذه الأسلحة المتطورة وكشفها واطلاع الشعب عليها والا فأنه غير مؤهل للقيام بدوره كمستشار للأمن القومي ويجب محاسبته وهذه من مسؤولية رئيسه المباشر مصطفى الكاظمي. ان كل الدلائل في تصريح الاعرجي الأخرى تشير الى شيء واحد إضافة للفشل الذي ذكرناه وذلك هو (طمطمة) الامر والقول ان الأدلة قد تم طمسها وأشار الى كبش فداء. انها ضحكة من ضحكاتهم التي مرروها خلال ١٨ سنة من الفساد والفشل يضحكون بها على انفسهم لان الشعب العراقي يعرفهم جيدا وسوف لن يتركهم لان من كان اقوى منهم واقل فسادا تم اقصائه وصار في مزابل التأريخ فما بالك بسراق لصوص باعوا الوطن للاجنبي عدة مرات ولاكثر من اجنبي (نذل) واحد.

 

ان مصطفى الكاظمي مطلوب منه الخروج والقول بأنه لايعرف الجناة وانه عندما قال انه يعرفهم جيدا عدة مرات انما أراد ان يمزح! او عليه ان يكون شجاعاً ويكشف عن هؤلاء بنفسه وليس بدفع مستشار امن قومي فاشل كان يقاتل مع خميني ضد العراق يعيد صورا نشرتها وسائل الاعلام وكأنه مراسل صحفي فاشل.

 

ان الكاظمي ليس من حقه ان يصمت او ان يستخدم ذلك من اجل تمرير صفقات او ولاية ثانية لان السكوت على جريمة من هذا النوع هو خيانة وطنية وضوء اخضر للجناة ان يفعلوا ما يشاؤون وان يخرج غيرهم للقيام بنفس الشيء والشعب وسيادة الدولة هي المستهدف الأول والأخير ومن واجب الكاظمي حماية ذلك. والساكت عن الحق شيطان اخرس.