20 أبريل، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

الدولة الاسلامية ..والدولة المدنية

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل توجد دولة دينية؟؟ كلا توجد فقط دول اسلامية ودول مدنية  فدولة اليهود مدنية ، ودول العالم ليست متدينة  ولا تتستر بالتدين لتمرير مشاريع داخلية او قومية ، والدليل اننا لم نسمع بوجود جمهورية كذا المسيحية ، او اليهودية ، ولم نسمع يوما ان زعيم الدولة المسيحية قال انه خادم الكنيستين الشريفتين ، او انه ولي الله او نائبه بالوكالة ، وهل سمعنا يوما ان الرئيس الامريكي سمي بالمنصور بالله ، او العبد المؤمن ، او خادم الجهاد والمجاهدين ، وهل سمعتم دولة غير مسلمة تقول في دستورها (المندائية دين الدولة الرسمي ) وهل يوجد رب رسمي ورب غير رسمي او ان تقول ((لا يجوز سن قانون يتعارض مع احكام الاسلام))كما يحصل في دستور جمهورية العراق الاسلامية وبالتالي فاننا اعطينا ميزة كبرى لدين الدولة (((الرسمي)))او دين الحكومة …. او هل يجوز القول ((ايران دولة اسلامية تدين بالمذهب الاثني عشري الى الابد ويمنع رفع مقترح بهذا الخصوص مستقبلا )) او ان تقول في قانون الخدمة والتقاعد العسكري العراقي الرقم3 لسنة 2010 (( يمنع اصدار اي تعليمات أو اوامر تجبر العسكري على افعال تتعارض مع الشريعة الاسلامية)) وبالتالي نكون قد برأنا داعش من الايزيديات (ملك اليمين) وبرأنا غيرهم من سرقة الثلاجات (الغنائم) ولكن وبنفس الوقت يمكن ان نأخذ خريجي الكلية العسكرية (التي هي ملك للمسيحي والمندائي والمسلم ) ليؤدوا القسم في مراقد الأئمة  الذين هم أئمة المسلمين فقط
يفتخر المسلمون (المتدينون سياسيا) بدينهم بدرجة عدم قبول الآخر الى حد انهم يقولوا عند زيارتهم لدولة غير مسلمة وأعجابهم باخلاق شعبها على الاغلب… يقولون قولتهم الشهيرة ((وجدنا مسلمين ولم نجد اسلام )) وكأن الله خص المسلمين بالخلق واوصى غيرهم بعكس ذلك .. اوليس نبيهم (خاتم النبيين) ولا ادري لم اول النبيين ليس هو سيد المرسلين خصوصا وأنه كليم الله ؟؟ وهو اول اصطفاء لله وحمل اول رسالة سماوية ثم لماذا هذا التبجيل لرجال الدين المسلمين وكأنهم اقرب الى الله منا نحن المسلمين العاديين بينما هم فقط مختصين بعلوم الدين وهو تخصص اسهل من التخصص بعلوم الذرة والكيمياء والفلك ،ولكن…هل نقبل يد هؤلاء العلماء ام نقبل ايدي المعممين ؟؟ وهل نقول لهؤلاء العلماء المساكين سيدنا او شيخنا كما نقول للمعممين؟؟ فهل نقول سيد اديسون للذي ملأ مصباحه الارض نورا..؟؟ ام نقولها لرجل الدين الذي ادعى بمحاضرته العصماء  ان الامام علي (ع) اجاب ان اكل سمكة العتلك (غير الموجودة اصلا) حلال لأنها فيها قشور ولكنها سمكة سيئة الخلق تحتك بالاشياء فتفقد قشورها
اشياء غريبة حقا يصنعها الاسلام السياسي والذي هو لا يتأسس الا على الجهل ..فالكل يعلم ان العظمة لله وحده وهي من اسمائه الحسنى ، والحديث القدسي يقول ((الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدة منها قذفته في النار)) ونحن نتفنن بذلك ..الامام الاعظم..آية الله العظمى ..روح الله ..حجة الله..
الايمان الحقيقي (غير المسيس) هو بالتيقن ان الله ليس مسلما وليس شيعيا او سنيا ، وليس مسيحيا ولا ارثوذوكسيا …انه رب العباد كلهم وهو القائل لنبيه ((قل انما انا بشر مثلكم)) و((قل لا اقول عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب)) و ((قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا)) و ((انك ميت وهم ميتون)) وهذه كلها لنبي يأتي بعده بالدرجة فكيف بأرباب الدين السياسي الذين اوهمونا بعظمتهم…وفرقونا  شر مفرق …                                                                    نعم ان الايمان الحقيقي هو الايمان بالله وكتبه ورسله دون تمييز ولو بشعرة واحدة وليس بالقول ان الله حفظ القرآن من التحريف وأن باقي الكتب المقدسة محرفة ….بل ان المنطق يقول ان المسلم الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب ولم يحفظ آية واحدة او جزء من سفر انجيلي او توراتي او بوثة مندائية فهو ليس بمؤمن صحيح
ارأيتم كيف ان الدول الاسلامية لا بد ان تكون طائفية وبالتالي فهي ليست مؤمنة وأن الايمان الحقيقي لا تحققه الا الدولة المدنية لأنها الوحيدة التي تقدس كل الاديان والمذاهب وتبقيها في عليائها ولا تدخلها في اوحال السياسة القذرة ، وهي مؤمنة لأن دستورها يبنى على المواطنة ، ((سواسية كأسنان المشط )) وهي  الوحيدة التي لا تفرق بين س وص ،وليس لها دين رسمي ودين غير رسمي ،ولا يحكمها المتخصصون بعلوم الدين وليس فيها احزاب تدعي الاسلام لأنها تحضر الدين السياسي كما حضره الدستوران المصري والسوري بعد ان كوتهم نار الدين السياسي (الاخوان)..
.اللهم اجعل نار الدين السياسي بردا وسلاما وانصر عبادك العلمانيين لانهم يعرفونك معرفة حقة دون زيف واساطير وهم لا يغتصبون العقول ولا يتبولون عليها ، لأن العقل مادتهم ولأنه واسطة اكتشاف عظمتك وحدك ودونية غيرك بالنسبة اليك ، ويعرفون انك وحدك لا شريك لك ولا وكيل او نائب لك بل يعرفون انه لا انت ولا انبيائك اقرو نظام الخلافة الذي بموجبه حكم ابو بكر البغدادي ثلث العراق وله اتباع في كل العراق ، وانت الاعلم ان كل الاحزاب الاسلامية تؤمن بذلك النظام ولكنها تدعي ايمانها بالبرلمان والديمقراطية والانتقال السلمي ، وهم لا يؤمنون الا بالخلافة ، والولاية..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب