18 ديسمبر، 2024 10:06 م

الدولار وخص…وي الحكومة !

الدولار وخص…وي الحكومة !

الاحزاب المتنفذة في البلاد وبضغط شعبي مضرج بدماء الشهداء اعترفت في اكثر من موقع ومكان انها فشلت في ادارة الدولة والحكومة والمجتمع ، ولانحتاج الى شهود عيان وسمع للوصول الى هذه الحقيقة التي تم تزييفها من هذه الاحزاب بتعليق فشلهم الغالي الثمن على الشماعة الاميركية التي تمنع حكومة من ان تبني مستشفى حديثة او مدارس لائقة بطلبتنا أو تطوير البنية التحتية في البلاد . وهنا يفضحون انفسهم ويعرّون شعاراتهم بالسيادة والوطنية وينزعون ورقة التوت عنهم ، بكونهم احزاباً لاتستطيع ان تخرج عن عباءة وسطوة المظلّة الاميركية !
بالامس قال احد قادتهم من الاطار بان اجتماع الثلاثة الكبار في البنك المركزي لايكتمل نصابه الا بحضور شخصية اميركية ، واعتقد انه شعر بالعار من ان يكمل جملته ويقول ان هذا الرابع هو من يحدد السياسة المالية في البلاد !
لاحظ اتحدث عن تبريراتهم وليس عن قناعتي وقناعة الجمهور الذي يدفع ثمن الازمات ..وكانوا قد اتهموا حكومة الكاظمي بالعمالة وصدّعوا رؤوسنا بارتفاع سعر تصريف الدولار الاميركي ، وكان السوداني نفسه كان قد غرّد قبل ان يصبح حاكما للبلاد ان ارتفاع سعر صرف الدولار سيوّلد ثورة للجياع !
وبالامس ايضاً قال قيادي في الاطار ان تعيين رئيساً لجهاز المخابرات لن يمر الا بموافقة اميركية صريحة وواضحة ، ولم يتبق الا تصريحا اكثر وضوحا يقول ان قرارات الحكومة العراقية يتم التوقيع عليها في احدى غرف البيت الابيض !!
واليوم في ازمة ارتفاع سعر صرف الدولار يعزفون على نفس الاسطوانة المشروخة ملقين اللوم على الاميركان والناس اجمعين كما في قصة الحلاق الثرثار !
ويمنع منعاً باتاً الحديث عن الارجنتين الشقيقة بعد فوزها بكأس العالم !
حقيقة لايشعرون بالخجل من الاعتراف بأن خص…ويهم بيد الاميركان وان اجتماعاتهم المهمة برعاية العم سام وان السفيرة الاميركية توزع عليهم التعليمات كل حسب اختصاصه ومهامه !
والحقيقة التي يعرفها الشعب العراقي هي ان حكومات توزيع الغنائم حكومات فاشلة حتى لو قدّمت افضل البرامج الحكومية ، كما شاهدنا في الورقة البيضاء الكاظمية وورقة الاستقلالية السودانية ، حتى لانذهب بعيداً من اوراق الجعفري مرورا باياد علاوي الذي لم يعرف شيئاً وورقتي المالكي في حكومتين ضاعت فيها مليارات الدولارات ومحاربة الفساد المثالية للعبادي التي لم تشم حتى رائحة الفساد قبل الوصل الى عبد المهدي الملطخة ايادي حكومته بدماء المحتجين من ثوار تشرين ..
هذا هو الواقع وهذه هي النتائج ، وقلتها سابقا واقولها الآن وسأقولها لاحقاً ببقاء الاوضاع على ما هي عليه او ” انكس” ، بان هذه الطبقة السياسية الرثة بعقليتها التي لاتتلائم مع عقلية بناء دولة ، عاجزة وستعجز عن حل أي ازمة بنيوية في البلاد سياسيا واقتصادياً واجتماعاً ، نجاحها الوحيد الذي سيسجله لها التأريخ باوراق سود هو قدرتها الرهيبة على انتاج الازمات وصناعتها وتسويقها ليدفع نتائجها المدمرة الشعب العراقي وشرائحه الفقيرة ، نجاحها وقدرتها على تسويق الشعارات الزائفة والكاذبة والتضليلية التي بات يسخر منها المواطن العادي الذي كشف عوراتهم بتجاربه المريرة معهم..!
ما العمل للخروج من هذا المستنقع ؟
هذا هو السؤال الكبير الذي ستجيب عليه ثورة الجياع التي بشرّنا بها السوداني قبل ان يصبح رئيساً للوزراء محذراً من ارتفاع سعر الدولار الذي ارتفع بولايته باقل من ثلاثة اشهر وليس بالامكان السيطرة على طيرانه الا بموافقة اميركية أو بقرار أميركي كما يقول سدنة الحكومة المستقلة نازعين عن انفسهم صفة حكومة السيادة وهو الثوب الذي ضاق عليهم كثيراً !!