18 ديسمبر، 2024 4:09 م

الدور المشبوه لطهران في اليمن

الدور المشبوه لطهران في اليمن

واحدة من أهم الامور والقضايا التي شغلت وتشغل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويسعى للتمسك بها ولايمکن أن يتخلى عنها هي تدخلاته في بلدان المنطقة ومحاولاته المستميتة من جعل دوره وتدخلاته في هذه البلدان کأمر واقع بالنسبة للمنطقة والعالم.
على الرغم من کل المحاولات والمساعي الاقليمية والدولية التي سعت وتسعى من أجل تحديد الدور والنفوذ الايراني في المنطقة، لکن الذي يبدو واضحا هو عدم نجاح هذه المساعي ولاسيما في ظل إصرار النظام الايراني ليس على التمسك بهذه التدخلات فقط وإنما حتى ترسيخها وتقويتها وحتى العمل على توسيع دائرتها.
الاوضاع في اليمن التي تزداد تفاقما بعد الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا فيها، ولاسيما بعد أن قام النظام الايراني تزويد الحوثيين بأسلحة متطورة من قبيل صواريخ وطائرات مسيرة وغيرها الى جانب إرساله ضباط من الحرس الثوري الى هناك وذلك من أجل تعزيز دوره ونفوذه هناك وتوسيع دائرته من خلال السعي من أجل التمدد بإتجاه دول آخر، وبشکل خاص بعد أن بات القصف الحوثي بالصواريخ للسعودية يتکرر وتزداد الادلة والمستمسکات التي تٶکد بأن تلك الصواريخ إيرانية المنشأ.
المساعي الدولية الجارية من أجل إحلال السلام في اليمن وإيجاد حل لهذه المشکلة التي تعاظمت بعد التدخل السافر للنظام الايراني فيه، ولئن کان النظام الايراني يتظاهر بأنه يٶيد الحل السلمي للمشکلة اليمنية ولکنه وفي حقيقة ژمره يتصرف بخلاف ذلك تماما، وحتى إن إعلان الحکومة البريطانية قبل أکثر من أسبوع من أن قوات البحرية الملكية صادرت أثناء عمليات الأمن البحري الروتينية في أوائل عام 2022 أسلحة وصواريخ متطورة في زوارق سريعة إيرانية في المياه الدولية جنوب إيران.
وشملت الأسلحة المضبوطة صواريخ أرض – جو ومحركات لصواريخ كروز، يصل مداها إلى 1000 كيلو متر بما يخالف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 (2015)، وفقا لبيان الحكومة البريطانية، اليوم. وکما هو معلوم فإن الحوثيين قد دأبوا على إستخدام هکذا صواريخ في توجيه ضربات لأماکن ومناطق سعودية وأ‌ماراتية حساسة وذلك من أجل تعکير الاجواء وزعزعة الامن والاستقرار في هاتين الدولتين وذلك من أجل الانتقال للمرحلة التالية بالتدخل فيهما من خلال عملائه الذي تم إعدادهم سلفا من أجل أداء الدور المطلوب منهم.
الدور المشبوه للنظام الايراني في اليمن هو دور لايمکن أبدا الوثوق به والرکون إليه، فهو نفس الدور المشبوه في العراق ولبنان وسوريا، ولاخلاص من شره إلا بإنهائه!