فجر يوم الخميس 24 شباط 2022 بدأت العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا , ومعها قد بدأ قبلها الهاكرز الروسي بهجمات سبرانية منسقة ومتزامنة مع بدء الهجوم العسكري لجميع مفاصل الدولة الأوكرانية , وبالأخص المنشأت الاقتصادية والمؤسسات العسكرية الاستخبارية والأمنية والمخابراتية لغرض اختراقها وإخراجها عن الخدمة وقطع الاتصالات فيما بين جميع القطعات العسكرية والامنية , إضافة الى البنية التحتية لشبكات الانترنت , وبالأخص المصارف والبنوك لتصل هذه الهجمات السيبرانية الى السفارات الأجنبية والتركيز على سفارات دول حلف الناتو ! لتنتقل بعدها إلى هجمات سيبرانية لجميع القوات العسكرية لحلف الناتو المتواجدة في الدول الحليفة لها!.
تعتبر روسـيا من أوائل الدول التي قامت باستغلال وتنمية فعلية للبنية التحتية للفضاء السيبراني في جميع المجالات المتاحة وبالأخص الشق العسكري ومن خلال عمليات واسعة للبحث والتطوير المستمرة لهذا الفضاء الواسع , ولزيادة فعالية قدرتها الاستباقية على صد الهجمات السيبرانية من أعدائها , وكذلك لاستمرار تطوير قدراتها التكنولوجية التقنية , حيث نرى أنها تعتمد مؤخرا وخلال الأسابيع والأيام الماضية الإستراتيجية السبرانية الروسية الاستباقية في حربها حاليآ مع أوكرانيا وحلف الناتو وعلى جميع المحاور المتاحة , وما هو متوفر لها من تقنية متقدمة في الحرب الالكترونية لهجمات الهكر الروسي الحكومي لتعطيل وشل القدرة الكاملة لأعدائهم ولجميع البنية التحتية لشبكات الانترنيت ومحاولة السيطرة عليها !
بدأت عقيدة الاستخبارات والأمن الروسية انتهاجها وحاجتها الفعلية المستقبلية الى تعزيز دفاعاتها الاستباقية السبرانية الاستراتيجية في المجال العسكري والأمني والاقتصادي والتنسيق فيما بينها، لذا حاليآ سوف تطبق العقلية الروسية العسكرية حرفيا وما تم استثماره في الفضاء السيبراني طوال السنوات الماضية , حيث تعتمد حاليآ هذه الاستراتيجية السبرانية في حربها مع أوكرانيا , والتي تصف الحاجة الفعلية إلى تنسيق جميع الأنشطة العسكرية وغير العسكرية , وبما في ذلك الحرب السياسية والاقتصادية والسيطرة على ما يتم تناقله من معلومات ونشرها من خلال جميع شبكات التواصل الاجتماعي بغرض بث الإشاعات والرسائل الموجهة والدعايات لطمأنة الرأي العام الروسي والأوكراني على حد سواء.
في الواجهة حاليا تعتبر مجموعةCozy Bear الروسية في الواجهة حاليآ في هذه الحرب ويأخذ على عاتقها في التصدي كذلك إلى الهجمات المضادة من الخصوم! حيث نتذكر كيف كانوا السباقين في شن هجمات سيبرانية منسقة ومكثفة في اختراق حاسبات اللجنة الوطنية الديمقراطية، وكذلك الى بعض من موظفين حملة المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون عام 2016 وإلى اختراق حتى شبكات البيت الأبيض ووزارة الخارجية عام 2014.
التقنيات السبرانية وهجمات الهاكرز الروسي الحكومي سوف يكون لهم دور فعال ومشهود ومحوري في تقليل الخسائر البشرية والمادية في الحرب حاليآ , وفي المقابل سوف يكون لدى أمريكا وبريطانيا وحلف الناتو هجماتهم السبرانية المضادة لغرض محاولة تعطيل ما تستطيع تعطيله من البنى التحتية الروسية وبالأخص الأمنية والعسكرية والاستخبارية في حرب قد تكون خفية حاليآ , ولكن سوف تكون نتائجها كارثية على جميع الدول المشاركة حاليآ !؟ وسوف تطال اضرارها على الاقتصاد العالمي وحركة رأس المال وبورصات الأسهم الرئيسية والتي رأينا حاليآ انخفض متسارع في قيمتها الفعلية!.
الحرب الروسية الأوكرانية والدعم من امريكا وبريطانيا وحلف الناتو تمكن خطورتها وامتدادها المستقبلية قد يشمل تفعيل الأزرار النووية! ومعها سوف تكون الهجمات السبرانية المتبادلة بصورة مكثفة بين الهاكرز الروسي والامريكي للسيطرة على البنية التحتية التقنية للترسانات الصواريخ النووية الباليستية للدول الدعامة والمشاركة بالحرب وشبكات الانترنيت المرتبطة بها! خطورة الموضوع تمكن في أن تتم عمليات تخريب من خلال البرمجيات الخبيثة للسيطرة على تفعيل برمجية الصواريخ النووية الموجهة، ومعها يتم فقدان السيطرة عليها!؟ لتكون بداية النهاية ! وهذا ما لا يتمناه أي أحد !.
[email protected]