19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

الدور السعودي في غض الطرف عن داعش وتحويله نحو الحوثيين ..

الدور السعودي في غض الطرف عن داعش وتحويله نحو الحوثيين ..

أيام مرت على تشييع العشرات من الأطفال الذين قضوا في قصف سعودي لباص كان يقلهم ، ومثل هذا الحادث قد تكرر عشرات المرات بشكل لا يمكن السكوت عليه ، بحيث أصبح من الواضح جدا ، أن السعودية تمارس حرب إبادة ، وسط الخرس العربي التام عن هذه الجرائم ، التي جعلت بشاعتها الأوربيين ومنظمات حقوق الإنسان يطالبون بإقاف هذه الحرب – العار ، تلك الحرب التي دقت آخر مسمار في نعش القومية العربية ..

حسب قناة DW الألمانية ، فإن تحالف العار العربي المتمثل بعاصفة الحزم ، قد شن أكثر من 15 الف غارة على اليمن ، كانت حصة المدنيين منها أكثر من الثلث ، وإذا كانت الحكومات العربية قد سكتت عن ذلك ، بل إن بعضها قد شارك بهذا العار ، فلماذا خرست لدينا المنابر الدينية وخطب الجوامع النارية ، تلك التي يعلوها وعاظ السلاطين في العالم العربي ؟ ، لا أجد جوابا سوى أن هؤلاء الضحايا في نظرهم يستحقون القتل ، ولكن لماذا ؟ من هنا تطل العنصرية والطائفية المقيتة ، كونهم شيعة ! ، وحدهم هؤلاء الحفاة العراة يواجهون عدوا عنصريا طائفيا حاقدا لا يحترم الحياة ، خاليا من أي منطق وأخلاقيات الحروب ، بآلات عسكرية جهنمية حديثة بحرا وجوا وبرا ، هكذا إختفت مفردة “داعش” من الإعلام ، هكذا غُض الطرف ، عن الجرائم الإسرائيلية الشنيعة في غزة وثورات الجوع في العالم العربي وغيرها من الأحداث الجسيمة ، وحلت مكانها عبارات (ميليشيات الحوثي ، عدو الشرعية ) ، وتبعهم العالم العربي والعالمي كالببغاوات في تسويق هذه المفردات إعلاميا ، وصار ذلك الشغل الشاغل لقناة (العربية) وغيرها !، هذا الإعلام الذي حوّل الأنظار إلى إيران ، ولكي يحوّلوها إلى الداعم الوحيد الدولي للإرهاب العالمي (وهذا ما صرّح به المهرّج ترامب) وهو غير معقول ، إخترعوا مفصلا لبث شيء من المنطق في هذا اللامعقول ، المسألة شبيهة بوضع سُلّم من درجة واحدة للنزول من علو شاهق ، فخلطوا الأوراق بإفتعال الأزمة مع قطر ! ، وكأن المليارات التي ضخها شيوخ الخليج لتقوية شوكة الإرهاب لم تكن ! ، وكأن الفكر التكفيري المحرك لهذه الدواب ، من بناة الأفكار الفارسية ! ، وكأن جميع الفطائس الإنتحارية التي فرمت لحوم شبابنا ، كانت إيرانية مجوسية ! ، هذه التنظيمات التي أعادتنا إلى العصور الجاهلية ، لم تنفذ عملية واحدة داخل الكيان الصهيوني ، بل بدلا من ذلك ، فتحت المستشفيات الأسرائيلية أبوابها لمعالجة جرحى هذه التنظيمات التي منها ما يتلقى الدعم المباشر من أمريكا أصلا ، ! ، فكم من مرة ، أدى الجيش الأسرائيلي الخدمات تلو الخدمات ، بضرب قوات النظام السوري أو الحشد المنهمك بمحاربة هذه الوحوش لأيقاف مدّها الخطير؟!.

لديّ الكثير من المؤاخذات والإعتراضات على السياسة الإيرانية , لا أنكر أن أيران تنظر للعراق كحديقة خلفية لها ، ولكن لننظر إلى الأمور بهذا النحو ، أن ثمة إجتياح لهذه الوحوش وقد ابتلعت نصف مساحة العراق بعد آب عام 2014 ، ونعلم جيدا ، أننا أزاء عملية إبادة على غرار تلك التي يتعرض لها أطفال اليمن الآن ، وفقدنا كل الثقة بالجيش وبقوى الأمن التي فرّت من أمام مجرد فلول لهذا التنظيم ، وفوق كل ذلك ، علينا أن لا ننسى الموقف الأمريكي الذي ينضح نذالة ، بإيقاف كل شحنات الأسلحة للجيش العراقي ، رغم توقيع المعاهدة الأمنية مع أمريكا ، هكذا صار الدفاع مسألة وجود ، فلم يبق لنا سوى الله ، والحشد ! ، لكن المشكلة التي ظهرت فيما بعد ، أن الكثير من الفاسدين قد إستغلوا مظلة الحشد ، فتضعضعت صورته عن البعض .

علينا لا ننسى ، أن أمريكا قد وضعت سقفا زمنيا لطرد داعش قدره 3 سنوات ، وحافظت على هذا السقف ، بكبح أي أنتصار سريع للحشد أو الجيش ، من خلال ضربه عشرات المرات بحجة (ضبابية الحرب) ! ، لهذا نحن بحاجة إلى صفعة شديدة من يد تحمل رقعة لسد ثقب ذاكرتنا وإعادتنا إلى الصواب الذي فقدناه .

السلطات السعودية وعدت بإجراء تحقيق “شفاف” بملابسات حادث قتل الأطفال ، رغم رفضها الإعتراف بمسؤوليتها المباشرة فيه ، وها هي الأمم المتحدة ، تنتظر التقرير الذي قد يرفعة الجلاد ، مع علم الجميع أن للسعودية سجل (أسود ومصخّم) في مجال حقوق الإنسان ، لكنا عشنا في زمن ، أن كل ذلك يمكن أن يمحوه المال .

قناة DW الألمانية ، عرضت تقريرا عن شركة السلاح Rhienmetall الألمانية ، بسبب وقوع بعض هذه الأسلحة بيد السعودية بعد أن صورها أحد عناصر (Human Rights Watch) في اليمن ، التقرير كان يدين بشدة هذه الشركة ويلومها على إستخدام معداتها في حرب اليمن ، الألمان البعيدون جغرافيا وعرقيا ودينيا ، يشعرون بالعار من تصرفات هذه الشركة ، فكيف بمن يستخدم هذه الأسلحة مباشرة ضد أبناء جلتهم ، سوى لغرض طائفي – عنصري ؟ !.