19 ديسمبر، 2024 10:44 م

الدور الحقيقي للمنظمات المحلية في ازمة  النازحين في محافظة الانبار

الدور الحقيقي للمنظمات المحلية في ازمة  النازحين في محافظة الانبار

لأننا كعراقيين حديثي العهد وقليلي الخبرة في مجالات اغاثة اللاجئين ولان حكومتنا  منهمكة في مشاكل داخلية وخارجية وانقسامات طائفية وحزبية وجدت محافظة الانبار نفسها غير قادرة على معالجة مشكلة النزوح التي عصفت بها فجأتاً  . كنا نتوقع ان تكون مؤسساتنا الحكومية المعنية بمعالجة مشاكل النزوح الداخلي لديها البرامج والخطط الجاهزة للتنفيذ على ارض الواقع لكنا رأينا وزارة الهجرة والمهجرين المعنية بشؤون النازحين  مع بدء الازمة حائرة وغير قادرة على اتخاذ خطوات بناءة لمعالجة الخلل بل اكثر من ذلك انها بدأت للتو  تفكر في حلول  وتبحث عن تمويل لحل المشكلة وإذا بالمشكلة تتفاقم اكثر وأكثر . وعندما نظرنا الى الاطراف الدولية  فوجئنا باستجابات خجولة لا تعبر عن عمق الاهتمام بمشاكل نازحينا في الانبار وكأن ازمة لاجئي سوريا وضعت ستار بينها وبين بقية الازمات .
لذلك كان لبعض منظمات المجتمع المدني في محافظة الانبار الاعتماد على قدراتها المتواضعة لمواجهة اكبر مشاكل النزوح الداخلي التي يشهدها العراق عامة والانبار خاصة . منذ اليوم الاول تحركت منظماتنا في هيت وكبيسة والقائم والرمادي بالعمل من خلال النزول الى ارض الواقع وتلبية كافة الاحتياجات الاولية للنازحين والتي شملت تهيئة البنايات الحكومية المتروكة وبعض المدارس والبيوت لإيواء الوجبات الاولى من قوافل النازحين في كل من هيت وكبيسة والقائم وعنه والرمادي . ومن ثم تزويدهم بالسلات الغذائية والأغطية والفرش وغيرها من المستلزمات الاولية , كانت منظماتنا في بادئ الامر تعمل بأريحية وسهولة وذلك لكون الاعداد قليلة وممكن الاستجابة لها . وكانت المنظمات تعتقد ان المشكلة مؤقتة ومن الممكن ان يعود النازحون الى ديارهم خلال ايام , ولذلك كانت معظم الحلول حلول مؤقتة ليست طويلة الامد .
بعد مرور اكثر من شهر بدأت المعاناة الحقيقية لكلا الاطراف ,ازدادت الاحوال سوءً للنازحين وبدأت المشكلة تتفاقم  , المنظمات المحلية وجدت نفسها وحيدة تقريبا تتشبث بالميسورين والمتطوعين وغيرهم من رجال الاعمال لسد النقص الكبير في المواد الغذائية والمستلزمات الاولية , لكن المشكلة الاكبر تمثلت بإيجاد مساكن للنازحين , حيث انه لم يعد هناك مكان لإيوائهم بعد ان امتلأت البيوت والبنايات الفارغة والهياكل وبعض المدارس بالنازحين , الاعداد تزداد يوماً بعد يوم ولم يعد هناك امكنة لسكنهم , كنا نأمل من الجهات المعنية ان تشيد المخيمات لإيوائهم ,و بعد ان فاتحناهم مرات ومرات كنا في كل مرة نحصل على وعود منهم بان المخيمات ستكون جاهزة خلال فترة لكنهم يفاجئوننا اخيراً بان فكرة المخيمات لا يمكن اتخاذها لان المشكلة مؤقتة وسوف تحل بالقريب العاجل , لكن الذي عرفناه فيما بعد ان الحكومة  ترفض فكرة المخيمات لأنها لا تريد ان توحي للعالم بان المشكلة كبيرة وبالتالي تبعد فكرة تدويل قضية النازحين .
واليوم بعد ان اتسعت وتضخمت المعاناة وظهرت علامات ازمة كبيرة تشابه كثيرا ازمات الدول المجاورة , بدأنا نرصد الكثير من الازمات المصاحبة لازمات النزوح والتهجير , اهمها :-
1.    ازدياد المخاوف من تفشي الامراض المعدية بين النازحين الساكنين في حقول الدواجن والأبنية التي تشترك فيها مجموعه من العائلات بالمأكل والملبس والمشرب .
2.     بدأت مشاكل التسول والتشرد تزداد حيث اصبحت مهنة التسول شائعة بكثرة فإننا نجد المتسولين من الاطفال والنساء وكبار السن في كل مكان .
3.     بدأت ايضا مشكلة البطالة تتسع اكثر وأكثر لان معظم النازحين اصبحوا بدون عمل  كون مناطقهم الجديدة لا تستطيع ان توفر لهم فرص العمل التي كانوا يشغلوها في مدنهم قبل النزوح .
4.      ضياع فرصة التعليم من معظم تلامذة الابتدائية وطلبة المتوسطة والإعدادية .
5.    ازدياد حالات السرقة والجريمة والانتقام من المجتمع , محملين المجتمع كافة تبعات الحروب .
السؤال الكبير الذي يواجهنا كيف يتسنى لنا كمنظمات محليه مواجهة هذا الكم الهائل من الازمات التي  بدأت تعصف بمجتمعاتنا في محافظة الانبار, انه التحدي الكبير الذي يواجهنا  ويواجه مجتمعاتنا , الحلول قد تكون موجودة لكنها صعبة وتحتاج دعم دولي وخطوات حقيقة تتخذ من قبل الجميع , اهمها :-
1.    اعداد الدراسات والتقارير ومناقشتها على اعلى المستويات وتنفيذ المناسب منها .
2.    عقد المؤتمرات الدولية والمحلية التي تبين خطورة ازمة نازحي الانبار .

3.    دعوة وتشجيع المنظمات الدولية الى الاهتمام بأزمة الانبار .
4.    دعوة الحكومة العراقية الى اتخاذ خطوات فعلية لمعالجة أزمة النازحين المتشعبة .
5.     دعوة الحكومة العراقية الى تسوية خلافاتها سلمياً مع كافة الاطراف في محافظة الانبار من اجل نضع حداً لتوالد الازمات .
الاعداد الحقيقية للعائلات النازحة من مدن الفلوجة والرمادي والكرمة والقرى والبلدات المجاورة لها الى مناطق غرب مدينة الرمادي وهيت وكبيسة والبغدادي والفرات والقائم وعنه وراوة وحديثة والرطبة وبلدة العواصد والسليكية وابو طيبان والجبهة و التي يتواجد فيها دورا كبير للمنظمات المحلية :
مدينة هيت : 8200 عائلة موزعين على الابنية الفارغة والهياكل ومخيم مكون من خمسين خيمة ومع الاقارب    
              والعائلات  .
مدينة كبيسة : 1700 عائلة موزعين على المدارس والحقول والهياكل ومع الاقارب والعائلات المستضيفة والمحلات الفارغة.
اطراف مدينة الرمادي : 10000  عائلة تسكن شقق قيد الانشاء وكرافانات وبيوت قيد الانشاء ومجمعات  .
مدينة البغدادي : 1000 عائلة موزعة على البيوت المؤجرة والعائلات المستضيفة والمحلات الفارغة .
مدينة الفرات: 650 موزعه على البيوت والعائلات المستضيفة .
مدينة القائم : 1200 عائلة موزعين على البيوت والعائلات المستضيفة
مدينة عنة :900 موزعين بين العائلات المستضيفة والبيوت المستأجرة .
مدينة راوة :700 في البيوت المستأجرة والعائلات المستضيفة .
مدينة حديثة : 1000 في البيوت المستأجرة والعائلات المستضيفة
مدينة الرطبة : 1700 في الهياكل والبيوت المستأجرة والعائلات المستضيفة .
بلدة والعواصد وسليكية :   85 عائلة يسكنون  المدارس والبيوت والعائلات المستأجرة .
ابو طيبان : 600 عائلة يسكنون البيوت المستأجرة ومع العائلات المستضيفة
 الجبهة :      450  عائلة يسكنون البيوت الفارغة والهياكل ومع العوائل المستضيفة .
 
* رئيس جمعية الاحياء العلمية  

أحدث المقالات

أحدث المقالات