23 ديسمبر، 2024 7:01 م

الدور الثالث والطريق المحتوم …… الى الهاوية

الدور الثالث والطريق المحتوم …… الى الهاوية

وزارة التربية في العراق … منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة لم تشهد  ترهلا اكثر مما شهدته بعد سقوط النظام المباد على ايدي القوات اﻻمريكية … فبالرغم من كل محاوﻻت النظام في تسيسها ونجحت بالفعل محاوﻻته في تبعيث التعليم وتغلل البعث فيها صفوفا وملاكات عن طريق التجنيد والتعبئة البعثية لاعضاء الهيئات التدريسية والتعليمية … كما انه خدم مفاصله العاملة عن طريق وضع بعض القرارات لكن هذه القرارات انية ولم تكن سياقا للعمل به طيلة تلك السنوات …كانت مجرد عبور لازمة معينة … بالمقابل ايضا وضع أُطرا ضخمة ﻻيمكن انكارها .. إﻻ ان الوزارة بر غم كل تلك المحاوﻻت بقيت شامخة … وكان مفصل اﻻمتحانات او مديرية اﻻمتحانات  انذاك سيدة الموقف فلم يقترب ذاك النظام من نظام اﻻمتحانات فكانت لها اﻻولوية في القرارات وقراراتها فاصلة ومحترمة … لكن ماحدث في وزارة التربية لم يكن في الحسبان… فعقرب الساعة عكس مساره شماﻻ في هذا النظام الدقيق والحساس والذي هو بمثابة العصب السابع في جسم الوزارة فقد اصابه الترهل والتراجع واصبحت الجرأة على قوانينه هي السائدة … فالدور الثالث في نظام اﻻمتحانات هو ( اهانة) بحد ذاتها الى اﻻمتحانات كنظام وقيادة فنية في الوزارة … هذا التعدي السافر الذي يخدم فئة معينة ﻻيمثل رأي منظومة اﻻمتحانات البشرية كعقلية دأبت العمل كخلية نحل … كما انه ( الدور الثالث) ﻻيمثل او يتشابه مه نظام المحاوﻻت في اﻻربعينييات كقانون او منهج كما كان سائدا انذاك.. ﻻندري من اين جاء هذا القرار الهجين.. الذي طرأ على حياة اﻻمتحانات والسرطان الذي هجم على تلك الخلايا المنتظمة وهدد تلك الحياة المفعمة بالفن والذوق في رسم القوانين ومراعاة مصلحة الطالب والوزارة والهيئات العاملة في الوزارة والقائمة باعمالها بدقة متناهية …
اي مصلحة تقتضي في ان يكون دور ثالث … ام ان هذا القرار عندما جاء واعترى هذه المنظومة انما جاء ليخدم قضايا انتخابية تمرر من خلال الطالب والنظام المدرسي برمته فاصبح انتهاك القوانين في وزارة التربية شيئا اعتادت عليه الحكومات الثقافية منذ سقوط النظام لحد اﻻن .. ﻻاعرف اين دور الخبراء والباحثين في المجال التربوي … هل هم عزلة ؟.. ام أن هناك من عزلهم بهذه القرارات الفوقية ؟؟ فوزارة التربية تحتضر تحت هذه اﻻوامر من الجهات العليا..
كل الذي اعرفه من خلال ماكرسته من خدمة في المجال التربوي  .. إن تعضد قرارات وزارة التربية ويكون قرار وزيري التربية والتعليم ملزما … تخصصا اداريا …أو فنيا … أو مهنيا.. فما يعتري وزارة التربية من تدخلات نيابية تارة واخرى من مجلس الوزراء تارة اخرى اضعفت قرارات الوزارة واعادتها  لاﻻف المربعات … لم تشهد وزارة التربية هذا التراجع الخطير الذي يحمل في طياته كل المؤشرات المؤدية الى انهيار امنع  منظومة على صعيد اﻻقليم كانت لها اهمية من خلال ماترسمه من مناهج وماتطرحه من اطروحات تستحق المناقشة والدراسة لديهم كما شهدت وزارة التربية ألقا غير معهودا في المنطقة قبل سقوط النظام والدليل كانت بعض الدول تعتمدتلك المناهج ونظام اعارات الكفاءات الى البلدان العربية شاهدا حيا على قوة النظام التربوي في العراق حينذاك… أين ذهبت تلك الكفايات العلمية ؟ وكيف لتلك الخبرات ان تذوب او تختفي أو تشرد او يتم تهجيرها قسرا ؟ فاصبح النظام التربوي اﻻن طاردا للتخصصات العلمية والثقافية والمهنية ..