شهدت الايام الاخيرة انفراج ما في الازمة بين الايرانيين والامريكيين التى اشتدت وتيرتها وسخونتها في الفترة الاخيرة، على خلفية العقوبات الامريكية شديدة القسوة على ايران التى بدورها، مارست اعلى واكبر درجات الصمود واللعب الذكي في الذي متوفر لديها من اوراق ضغط في المجالين الدولي والاقليمي، وفي الحقول الاقتصادية والامنية والسياسية. وعلى ما يبدوا ان هذا الصمود والمناورة الذكية قد جاء بنتائج لصالح ايران ولو انها حتى هذه اللحظة لم تظهر بصورة واضحة.. الرئيس الفرنسي قال على هامش اجتماع الدول السبعة الصناعية الكبار؛ من أن علينا ان نحقق امران مهمان؛ ان لاتحقق ايران او تحصل على السلاح النووي، والامر الثاني ان نخفف من درجة التوتر بين الايرانيين والامريكيين وبالنتيجة في المنطقة والعالم، واضاف انه، من المؤمل ان نتمكن من جمع الرئيسين الايراني والامريكي على طاولة حوار واحدة في الايام القادمة او الاسابيع القادمة. الرئيس الايراني من جانبه كان قد قال؛ من انه لايمانع من ان يجتمع مع اي كان اذا كان ذلك في مصلحة ايران، علينا والكلام هنا للرئيس الايراني، ان نعمل في اتجاهين، اتجاه تقوية مواقفنا الاقتصادية والعسكرية والاتجاه الثاني، طريق الحوار والدبلوماسية والسياسية. وزير خارجية ايران، السيد محمد جواد ظريف من جهته، بين من انه قد طرح على الدول الصناعية السبعة الكبار وعن طريق الرئيس الفرنسي الذي أو ان الاخير هو من طرحها عليه، وهذا الاخير هو ايضا من يتبنى حلحلت الازمة بين امريكا وايران؛ من ان ايران تقبل بالامتناع عن تقليص التزاماتها ببنود الصفقة النووية مقابل ان يسمح لها بتصدير، كخطوة اولى 700برميل نفط في اليوم ومن ثم يتم زيادة هذه الكمية حتى تصل في نهاية المطاف الى مليون ونصف المليون برميل في اليوم. الامريكيون يريدون باي صورة وشكل تحقيق اجتماع مع الايرانيين حتى وان لم يأت بنتيجة واضحة ومحددة ولو طال امر التحضير لها و من ثم عند تحققها، وتعدد اجتماعاتها، تظل مهمة، لحسابات الانتخابات الامريكية. هذه الاجتماعات حتى وان حدثت وهي من المحتمل والمحتمل بدرجة كبيرة، تقترب من اليقين، ان تحدث عبر وسطاء، ولكن في نهاية الامر بصورة مباشرة وايضا، ذات اهمية كبيرة، للحسابات الامريكية انفة الذكر، لم تقد او تفضي الى مخرج حاسم وواضح قبل الانتخابات الامريكية، وبمعنى اكثر وضوحا هو انها سوف تراوح ان حدثت في مكانها من دون اعطاء تعهد ملزم من الجانب الايراني الى الجانب الامريكي، وهذه لعبة يتقنها الايرانيون..الى الوقت الذي تفضي به الانتخابات الامريكية ما تفضي به. من المعروف في اي تفاوض كان؛ ان يرفع المفاوض الذكي سقف مطالبه الى ارتفاع عالي السقوف.. بينما الحقيقة هي بخلاف هذا السقف المرتفع؛ الجانبان الايراني والامريكي يرفعون باستمرار سقوف مطالبهما المتبادلة، من جهة امريكا؛ تريد من ايران ان تتفاوض على برنامج الصواريخ البالستية الايرانية بالاضافة الى اعادة التفاوض حول الصفقة النووية، وبالذات عدم قيام ايران بتخصيب اليورانيوم، بالاضافة الى امد الصفقة النووية.. مع تعهدها بالانكفاء داخل حدودها اي عدم التدخل كما يقولون بشؤون المنطقة، وهذا هو الامر، من الممكن ان تبقل ايران الناقش حوله، لكن القبول بالانكفاء، امر من المستحيل ان تقبل به ايران وتحت مختلف الظروف لحسابات الموجه الايدولوجي وعلاقته العضوية بتماسك الداخل الايراني.. ودولة الدور الاقليمي الكبير الذي تطالب به ايران ولو من خلف ستار..الايرانيون من جهتهم وبالذات الجناح المتشدد في ايران، يرفضون التفاوض وباي شكل كان، حول الصواريخ.. بالاضافة الى اصرارهم في البداية، من انهم لن يتفاوضوا حول الصفقة النووية الا بعد عودة امريكا لها، لكنهم في الايام الاخيرة غيروا موقفهم، وقبلوا بالتفاوض حول الصفقة النووية ومن دون التفاوض حول الصواريخ.. في النهاية نعتقد ان عملية الشد والشد المقابل والضغط والضغط المقابل والانفراج والانفراج المقابل والرسائل المتبادلة سواء ما يقوم به اي من الطرفين على ارض الواقع او الرسائل عبر الوسطاء، سوف تستمر لفترة ليست بالقليلة، تتخللها حلول او معالجات جزئية وغير حاسمة وتاثيرها ليس بالكثير، كما هو الاقتراح الاوربي الذي تتبناه فرنسا والذي من المحتمل جدا أو أنه سوف، ياخذ طريقه في التفعيل على ارض الواقع..