23 ديسمبر، 2024 6:17 م

الدور الإجرامي لإدارة أوباما في تمدد عصابة داعش

الدور الإجرامي لإدارة أوباما في تمدد عصابة داعش

في مقابلة تلفزيونية أجريت مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على هامش المنتدى الاقتصادي المنعقد في دافوس , هاجم خلالها رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي متّهما إياه بإضعاف الحكومة والتسبب بتمدد تنظيم داعش في العراق , وقال ( أنّ المالكي عمل على تشكيل مليشيات طائفية الأمر الذي أضعف القوّات الحكومية في مواجهة داعش , وأنّ تشكيل هذه المليشيات أدّى إلى هروب الجيش العراقي من الموصل مما سهلّ سقوطها بيد داعش ) , ويبدو أنّ وزير الخارجية الأمريكي الذي سيغادر منصبه بعد بضعة أيام أراد الدفاع عن سياسته وسياسة أوباما الفاشلة وإيهام الرأي العام العالمي والأمريكي بأنّ تنظيم داعش الإرهابي كان نتاج للسياسات الطائفية التي مارسها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي من خلال تأسيسه للمليشيات الشيعية التي يدّعي أنّها السبب في إضعاف القوّات الحكومية , وكأنّ تنظيم القاعدة الإرهابي الذي انبثق منه تنظيم داعش قد تأسس في زمن حكومة المالكي , وكأنّ أمريكا غير متورطة في صناعة وإنتاج القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي ارتكبت أبشع المجازر بحق مئات الآلاف من المسلمين وغير المسلمين خدمة لمصالح أمريكا وحماية للدولة العبرية .
لكنّ المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية أدوارد سنودن الذي كشف خطة ( عش الدبابير ) للرأي العام العالمي والأمريكي قال ( أنّ الموساد والمخابرات الامريكية والبريطانية وراء صناعة وإنتاج تنظيم داعش , وقاموا بتدريب الخليفة أبو بكر البغدادي , وأوضح سنودن أنّ بريطانيا والولايات المتحدّة وإسرائيل تعاونوا لإحداث هذا التنظيم الإرهابي حتى يكون قادرا على استيعاب أكبر عدد ممكن من المتشددين وضمّهم في تنظيم واحد , وتؤكد الوثائق التي أدلى بها سنودن تعاون أجهزة مخابرات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل فيما بينها لخلق عدو قريب من حدود الدولة العبرية لكنّ سلاحه موّجه نحو الدول الإسلامية الرافضة للوجود الإسرائيلي , وقادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد , كما أنّ معلومات سابقة خطيرة وثّقتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون , بأنّ الإدارة الأمريكية هي التي قامت بتأسيس تنظيمات القاعدة وما يسّمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام , من أجل تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات طائفية متناحرة ومتقاتلة فيما بينها , ولعلّ التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب ترامب في أول مؤتمر صحفي له بعد فوزه بأنّ إدارة الرئيس أوباما والديمقراطيين هي التي خلقت تنظيم داعش , هي الأهم وهي السبب الرئيس للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي كيري في سبيل إبعاد دور إدارة الرئيس أوباما والحزب الديمقراطي في تمدد تنظيم داعش .
فداعش ومن قبلها القاعدة تنظيمات إرهابية نشأت ونمت تحت رعاية المخابرات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية , وما تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتوجيه أصابع الاتهام لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي , إلا لإبعاد الدور الإجرامي لإدارة الرئيس الأمريكي أوباما وحزبه في خلق داعش وتمددها , وخطاب أوباما في ديسمبر الماضي واعترافه بأخطاء الولايات المتحدة الأمريكية بالتدّخل في العراق , كانت أحد أهم أسباب نشأة تنظيم داعش ونموه , وهذا يعد أول اعتراف رسمي للإدارة الأمريكية بأنها كانت السبب في نمو تنظيم داعش الإرهابي وقال ( إنّ تدّخل أمريكا في العراق لم يدّمر العراق فقط ومؤسساته , بل قضى على الدولة العراقية , مشيرا إلى أنّ الأخطر والأبشع من ذلك ما فعله النظام الأمريكي , حيث خلق الظروف الملائمة لكي تولد منظمات إرهابية مثل داعش وأمثالها ) , وما كشفته صحيفة جلوبال ريسيرش الكندية عن دور الدول الداعمة لداعش في المنطقة , حيث أوردت الصحيفة الكندية أنّ الدور الأمريكي في دعم داعش كان الأكثر شمولية , حيث وجّهت ونسّقت كل أنشطة الدول الداعمة لداعش واستخدمت قواعدها العسكرية لهذا الغرض , ومن أسس داعش هو أوباما والديمقراطيين واشترك بصناعتها وانتاجها بريطانيا وإسرائيل , وموّلتها السعودية وقطر وباقي دول الخليج العربي لأهداف تتعلّق بحماية الدولة العبرية وتدمير الدول العربية والإسلامية الرافضة للوجود الإسرائيلي , ومحاصرة إيران من خلال إسقاط نظامي الحكم في العراق وسوريا والقضاء على حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن .
كما أنّ تأسيس الحشد الشعبي قد حصل بعد ظهور داعش وتحركها المدعوم أمريكيا وليس كما يدّعي كيري أنّ تأسيس الحشد الشعبي هو الذي أوجد داعش , وهذه مجانبة ومغالطة تأريخية , كما أنّ اعتراف وزير الدفاع الأمريكي أمام الكونغرس الأمريكي بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بتحرك داعش ووجودها , إلا أنّها لم تتحرك لمواجهتها ولم تساعد العراق بتسليمه الأسلحة المشتراة حتى لا تدعم الولايات المتحدة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي , هو الآخر يدحض ما صرّح به كيري , كما كان أثنان من الضباط الأمريكيين يحضرون بشكل فاعل مع المنظمات الإرهابية كداعش والبعث والنقشبندية والمجلس العسكري وممثل عن كردستان من أجل التخطيط لإسقاط الموصل , وبهذا تتحمّل إدارة أوباما مسؤولية الدماء والدمار الذي حلّ في العراق وسوريا , ومن حق العراق إقامة دعوى التعويض وفقا لقانون جاسكا ,  كما ونطالب إدارة الرئيس المنتخب الجديد ترامب بتصحيح الخطأ وإزالة آثار الجريمة التي ارتكبتها إدارة أوباما .