23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

الدور الأمريكي القذر

الدور الأمريكي القذر

عنوان مألوف ، ومقبول ومُتفق عليه من الجميع ، وهل هنالك غير القذارة نهجا في السياسة الأمريكية ؟.
يتحكمون بأرواح الناس ، و يلهون بطائراتهم المسيّرة وكأنها لعبة (فيديو) ، وهم قابعون في غرف السيطرة في (لاس فيغاس) ، مدينة الملاهي والرذيلة وكأنها (سدوم وعمورة) العصر الحديث ، يتفحصون وجوه الضحايا من خلال عيون طائرات (البريديتر –Predator) والتي تعني (المفترس) ، وكأن أختصاصها افتراس الأطفال والابرياء المدنيين ، وعمال البناء المساكين كما يحصل في (اليمن) ، و(أفغانستان) ، رغم وعورة الأراضي وصعوبة تضاريسها ، وأرض العراق منبسطة وسهلة ، لكنهم لم يكتشفوا وجود المسلحين ونشاطهم المدوّي منذ عام ، يبدو ان أقمارهم الصناعية وتكنولوجيتهم الهائلة ، كانت تغفو بسبب الملل ، وهي تمر من أمام الصحراء العراقية !، وتربطنا معهم أتفاقية أمنية ، تنصلوا عنها بمنتهى النذالة !.

يعيدني هذا الى حادث الفرقاطة الأمريكية (ستارك) ،التي كانت مرابطة في الخليج العربي عام 1988 ، حينما كانت الحرب العراقية-الأيرانية في أوجها ، وكانت مهمة هذه الفرقاطة حماية النفط الكويتي اثناء مروره في ساحة الحرب تلك ، عندما تمكّن طيار عراقي من أصابة هذه الفرقاطة بصاروخ (أكزوسيه) أصابة قاتلة ، قتل على أثرها 18 من البحارة الأمريكان على ما أتذكر ، وكانت فضيحة للبحرية الأمريكية ، وبرروا ذلك أن راداراتهم كانت مطفأة ، ولم تستشعر التهديد !، كيف ذلك بحق الجحيم ، وفرقاطتهم الثمينة تمخر عباب مياه ملتهبة ! ، على كل حال ، كانت هذه الحادثة ، السبب المباشر لأيقاظ المجتمع الدولي ، وبالتالي تدخله لأنهاء هذه الحرب التي عُدّت منسية في نظر هذا المجتمع الأعورالذي فرض علينا لاحقا حصارا مجرما .

أوباما قلق ولكن ليس على أرواح العراقيين ، ليس من الفوضى التي ألمّت بهم ، ولكن من أرتفاع أسعار النفط ، لقد أفصح الرجل عن غايته ، فالمرء مخبوءٌ تحت لسانه كما يقول الأمام علي (ع) ، وسيوعز الى صبيانه من حكام الخليج ، الذين طالما جنوا الفوائد من مآسينا من أجل زيادة انتاج النفط ، للحفاظ على سعره ثابتا ، المسألة كلها بزنس وتجارة ومصلحة مادية بحتة ، فهم لا يرون دماءنا حمراء كباقي البشر ، انما سوداء ، تعبق منها رائحة البترول الخام ، وسيحرصون على دوام اراقتها .

ربما سيدخل الدم العراقي البورصة العالمية مثل أسهم (نازداك) و(داو جونز) ، ، وسيُدرج فيها شيء اسمه (الدم العراقي) ، وهم أحرار في أختيار الوحدة المناسبة له ، أما باللترات ، او البرميل ، أو بالاوقية ، وبالتاكيد سيكون أرخص من البترول ، بل أرخص من الماء !.

نصيحتي لكل عميل لهم ، لكل من اتخذهم أولياء له ، أن لا يأمن مكرهم ، فجميع عملائهم وأمّعاتهم في مشارق الأرض ومغاربها ، قد انتهوا نهاية سيئة يأنف منها حتى الصعلوك ! ، انظروا كيف انتهى (مبارك) ، و(شاه أيران) ، و(بوكوسا) ، و(بينوشيه) ، و(ماركوس ) وغيرهم كثير ، القاسم المشترك بينهم ، أنهم أرتموا في أحضان (أمريكا) .

يرجى مراجعة مقالي (عدوة الشعوب بجدارة) على موقع (كتابات) بتاريخ 7 ت1 2013.