ربما توهم ابناء فكر عفلق وربائبه انهم يوماً سيكون لهم عودة الى حكم العراق، وما هي إلا احلام وأوهام في مخيلة المتوهمين وشذاذ الآفاق والهاربين الذين عاشوا حياتهم بعد سقوط سيدهم بين الحفر، هولاء وصولوا الى حالة من القباحة انهم يخاطبون الشعب العراقي وكأنهم نسوا ماذا فعلوا به بالأمس من تذبيح وتقتيل ومقابر جماعية وقطع الرؤوس وقتل العلماء ومراجع الدين.
ربما توهم عزة الدوري انه يمكن أن يضحك على هذا الشعب بكلماته وخطبه التي كان يلقيها في حضرة سيده وصنمه الاكبر تزلفاً وتملقاً وخوفاً من بطشه وانتقامه، هل نسي الدوري كيف كان تابعاً ذليلا لهذا الصنم، بدل من ان ينزلوا رؤوسهم لهذا الشعب الجريح ويعتذروا له عما ارتكبوه من مجازر بحق الانسانية في العراق، أخذوا بالتآمر عليه وعلى المشروع الديمقراطي الجديد من خلال ضرب التجربة الجديدة بالأموال الخليجية والحقد الطائفي الخبيث وتمزيق اللحمة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي وإثارة النعرات والنزاعات الطائفية هنا او هناك .
بدأ المجرم الدوري بتحركاته، وأخذ يكثف من ظهوره من على شاشات التلفاز والفضائيات بجمع باقي قطاعين الطرق والمرتزقة من ازلام الصنم الاكبر وبقايا حزب البعث المقبور، لأجل التهيؤ وإعداد العدة لضرب العملية الديمقراطية الفتية وضرب الشعب العراقي بوحدته وتماسكه، يحاول الدوري استمالة هولاء المرتزقة من خلال تمنيهم بالمناصب الكبيرة بعد سقوط النظام الديمقراطي الجديد.
صحيح ان مثل هذه الاوهام لايمكن ان تزحزح او تخيف هذا الشعب الذي اصبح أكثر تحصنا من هذه التصريحات الجوفاء والفارغة، ورغم تحركاتهم الخبيثة ضد شعب العراق لايمكن ان تزعزع تماسكه، لان هذا الشعب شعب التضحيات، شعب الحضارة والوجود الإنساني, اصبح الشعب العراقي اكثر وعيا ً لمثل هذه المخططات والتي لن يسمح بها لأنه ذاق الويل من هذه المؤامرات والمخططات ضد وجوده، وسيقف بصمود ضد هذه المخططات الرامية لتمزيق لحمته ووجوده، فلن يستطيعوا النيل من صلابته وعزمه وتماسكه .
لا نؤيد الاهتمام كثيرا بمثل هذه التصريحات وهذه التحركات، ولكن في الوقت نفسه لايمكن التغاضي عنها او التقليل منها بل يجب الوقوف عندها وان نكون على قدر عالي من المسؤولية تجاه الحفاظ عى امن وطننا وشعبنا ضد هذه التحديات والمؤامرات، وان نضع الخطط المدروسة لمثل هذه ألاحتمالات والاهتمام بالجانب الاستخباري الداخلي والخارجي للقبض على باقي الاصنام العفنة والخبيثة والقصاص منها وذلك وفاء منا لهذا الشعب الجريح .