نشرت سابقاً مقالا عن توقعاتي للخارطة البرلمانية والسياسية المقبلة وفقاً لقراءتي الحيادية الصحيحة عن الواقع الملموس وعن طبيعة القوائم السياسية المتنافسة وعن مستوى الوعي للناخبين العراقيين . وفي هذا المقال سأذكرُ للقارئ الكريم نقطة مهمة وأنا واثقٌ تماماً أنها ستحدث وستعيدنا من جديد الى الدورات السابقة التي حفلت بالزعيق والنعيق والنهيق واستهداف القوائم الأخرى وبعض الشخصيات السياسية من أجل تشويه صورها وعدم فسح المجال لها لتحقيق أيّ نجاح ممكن . وهذا التوقع ليس عن فراغ وانما عن فهم دقيق لبعض الأسماء التي ستحجزُ مقاعدها في الدورة البرلمانية المقبلة بفضل انتمائها لقوائم معروفة ستحقق لها الوصولَ الى قبة البرلمان . وهذه الأسماء كما أفهمها جيدا وكما يفهمها الكثير من الناس أنها لا تستوعبُ فكرة المشاركة السياسية بقدر تمسكها بالرأي الواحد وخضوعها التام لتوجهات زعماء قوائمها وفق مبدأ الطاعة العمياء . فهي تعوّدَتْ على اعلان الخصومة مبكراً دون أي مُبرّر يستوجبُ التمسك بالخصومات ، وأرى أن ترسب الكراهية والأحقاد في ذاكرتها لن يسمحَ لها بالتخلص من المواجهة والمشاكسة والتهجم وطرح الاتهامات وخلق الأزمات المستمرة . كما انها ستسمدُ قواها من قوائمها التي كانت وما زالت تدعمُ ممارسة الكراهية ضدّ بعض الشخصيات السياسية وتدعمُ أية محاولة من قبل أعضائها لإعلان الحرب الشعواء داخل قبة البرلمان وعبرَ وسائل الاعلام المختلفة من أجل تحطيم شعبية ورمزية بعض الشخصيات الوطنية . وقد يرى البعض من العراقيين أن تلك الأسماء التي ( لا حاجة ليْ لذكر أسمائها الصريحة ) ربّما كانت في الدورات السابقة تستخدمُ أساليب المواجهة العنيفة الشرسة دفاعاً عن الوطن وعن المواطنين وانصافاً لحقوق الشعب من الضياع . والحقيقة أن هذه الرؤية غير صحيحة على الاطلاق ، وأن هذا الاعتقاد ساذجٌ ولا يمت للواقع بصلة ، بلْ أن حجم الحقد والكراهية وصلَ بتلك الأسماء الى أعلى المستويات ، بحيث أن اعلان الحرب على بعض الشخصيات الوطنية كان في الكثير من الأحداث يحصلُ بلا مُبرّر وبلا سبب . وحتى في المواقف التي تلزمُ دعم بعض المشاريع والقرارات التي من شأنها أن ترفع مستوى البلاد والعباد ، كانت تواجه من قبل تلك الأسماء بالرفض العنيد خوفاً من أن نجاحها سينعكسُ ايجابياً على المستقبل السياسي وعلى تصاعد شعبية الشخصيات الوطنية التي نصبوا لها العداء المطلق . كما أنني أرى بوضوح أن الزمن بسنواته العديدة لم يغير ولو بأدنى مقدار ممّا تضمرهُ تلك الأسماء القادمة الى البرلمان من حقدِ فاق بحجمه أكبر الأحقاد تجاه بعض الرموز الوطنية . وأستطيع الجزم أن أسوء شخصية في العالم أرحمُ في نظر تلك الأسماء من بعض الرموز الوطنية الموضوعة داخل دائرة العداء المطلق لأسباب معروفة ولا حاجة لذكرها في هذا المقال . وانطلاقاً من هذه الرؤية الواضحة ومن هذا التوقع فان البرلمان القادم لن يخرجَ من أجواء الفوضى المفعمة بالصراعات والتقاطعات الشديدة ، وانما سيكون مسرحاً للعنتريات وفتل العضلات والزعيق والنعيق والنهيق على حساب وظيفته الأساسية . وأرى أن تلك الأسماء لديها القدرة الكبيرة على أداء أدوارها الهجومية العنيفة لفقدانها أبسط مقومات الحنكة السياسية و الخجل والحياء .