في نيسان 2014 وضع الشعب تأشيرة على جواز دخول المرشح لعضوية مجلس النواب . وهو يعلم أن هذا الجواز لا يحمل صورة واضحة عن هذا المرشح أو ذاك ، ذلك أن نظام الانتخاب بالقائمة يفقد أولى مسلمات الشفافية الانتخابية .
إن ما حدث من نتائج على صعيد الكتل والأحزاب ، يشير إلى فتور همة الناس وأنفضاضهم عن هذه الجماعات السياسية ، بسبب قلة خبرتها في إدارة شؤون الدولة ، وأنها لم تستطع أن توفر الأمن للمواطن الناخب ، أو أنها لم تستطع معالجة الفساد المالي والإداري اللذان تسببا في الفقر والبطالة ،وتصدرت قائمة حزب الدعوة الإسلامي المشهد الجديد ، وبعد المماحكات فيمن يتصدر مجلس الوزراء ، تولى السييد العبادي رئاسة الكابينة الوزارية بدأت علامات الاستنساخ لنفس الصورة ولنفس إشكاليات الدورة السابقة ، حيث تمخض عن تلك الانتخابات برلمان وان تغييرت فيه بعض الوجوه إلا أن الأغلبية جاءت تجر وراءها ذات السلوك وذات العقلية في إدارة مصالح الناس ، وقاد المشهد التحالف الوطني ، وهو غير متحالف مع نفسه أو مكوناته ، وله الأغلبية لكنها أغلبية سلبية سيما وأنها تحمل أغلب الأسماء للدورة الفاشلة السابقة ، وبالمقابل تشكلت أغلبية لا تحمل برنامج حكومي متفق عليه وطنيا ، وقد عانت الكتل الأخرى هى الأخرى من عدم الانسجام ووحدة الأداة أو الهدف ، وظل الشارع في اتجاه والكتل في الاتجاه المعاكس ، وكانت النهاية برلمان غير مستعد للأحداث أو غير مستوعب للظروف الموضوعية التي يمر بها البلد خاصة في أزمته المالية التي تسببت بها الحكومات السابقة ، وظل البرلمانيون يناكف بعضهم البعض الاخر وظلت الحكومة تتغازل مع البرلمان وحصل اتفاق على ترك الامور تسير على عواهلها لا حلول للبطالة التي ناهزت ال 40% ولا معالجة للفقر الذي وصل الى 35% وقد تراكمت الديون الداخلية لتصل الى 43 تريليون د.ع ، و69 مليار دولار قروض خارجية، يضاف اليها القرض البريطاني الاخير البالغ 12 مليار دولار وان خدمة هذه الديون السنوية 5% على سبيل التقدير فالناتج هو ان اجمالي القروض 122مليار دولار تتحملها الاجيال القادمة بسبب الجيل الفاشل الحالي ،
لقد كانت وزارة العبادي خلال السنوات الثلاثة والنيف التي انقضت ناجحة انشاء الله في جهدها المشكور جدا في محاربة الارهاب ، ولكنها تاخرت عن المبادرات والهمة للقضاء على ازمة الكهرباء مثلا فهذا الصيف الحار يشهد انقطاع 4 ساعات مقابل ساعتين زائدا الانقطاعات الاخرى الناتجة عن تهالك شبكة التوزيع ، يكون التجهيز مثلا في بغداد 7 ساعات يوميا بالمعدل، وانقطاع الماء عن الدور اصبح ظاهرة ، والحال ان استبدال الامين باخر لم يشهد تحسننا في قلة المياه او تراكم الازبال او الشوارع المبروشة ، اردنا بهذا ان نوضح انه رغم القروض لم تتحسن الاوضاع لكثرة الفاسدين فقد اعلنت وزارة الداخلية ان عدد حالات الفساد التي تم الكشف عنها خلال شهر ايار المنصرم وفي وزارة الداخلية لوحدها 200 حالة فساد ما شاء الله ، فالمحصلة كانت حكومة العبادي بالنقص الكبير في عدد وزرائها كانت غير موفقة في كل الميادين باستثناء الحرب مع الدواعش ، وانها كانت حكومة توفيقية لا تقرر ولا تحقق ما تقرره ، وان وزرائها غير منتجين وعلى راسهم وزير الكهرباء والصناعة ، اما البرلمان فقد كان متقاعسا كثير العطل والغباب قليل الانتاج للقوانين التي تهم المواطن كثير الكلام شهد مناكفات وصراعات اتعبته فصار خلال الاشهر الست الماضية اخرس بلا حركة وهو لا يبالي بالتصرفات الحكومية بل اضحى ان لم ساكتا عليها فانه يسير معها ، اعضائه مطلبيين تاخروا كثيرا عن هموم ناخبيهم وبالمحصلة كانت هذه الدورة بشقيها الحكومي والبرلماني دورة مستنسخة عن سابقتها بسبب كون اغلب العاملين فيها منقولين بالقائمة من الدورة السابقة ، وهم يحملون نفس الامراض لا رجاء منهم سوى استلهلاك الزمن ولا تقدم ولا رفاهية ، وسيظل العراق على حاله اذا استمرت ذات الوجوه والعناوين تتوارث الدورات الانتخابية …….