23 ديسمبر، 2024 3:36 م

اظن اننا نسلك زمنا بصيرا بدأت فيه نهاية الوجود تتسارع وبلغت الخط الاحمر وقد اكتملت كل مراحله واختفى الجديد و لم يبق شيء لم يقال او حدث لم يحدث و صار الامر شريطا مكررا ومزحة سخيفة سردت مرارا حتى شح الابتسام فيها ، حين تبحث عن جديد كأنك تبحث عن نملة  تحت بيدر قمح او لؤلؤة بمحارة في قعر محيط هائج ، انكمش الابداع وكثر السخف و نشطت شرانق السذاجة وهي تتعكز على باكورة التكرار…. ما يثير العجب تفاقم الاخطاء في سوح الحياة المفتوحة امام النواظر والمسامع والعقول وبشكل قسري مطرد….فهو اذا زمن الانهيار…..!
بدأت هزات كونية في اعمدة الاخلاق وزلازل في مسالك التصرف حتى تغيرت الطباع تحت ضغط الانهيار في بنية الانسان الاخلاقية التي بدأت تتآكل من الداخل حتى صار الانسان قرشا يأكل ابناءه ومن يحيط به ،استقام الخطأ والصواب في خط واحد والكذب والصدق يتجولان يدا بيد والخير والشر يتجالسان في ماخور واحد يقدم لهما النفاق والرياء خمرة الفناء المعتقة بسنين يوسف وسلال الانتظار و زجاجات المقت حتى ثملت العقول وترنحت تحت اقدام التاريخ المفزوع والزمن الموجوع برماح التطور المتخلف وصرنا مبصرين في مدينة اتش جي ويلز العمياءThe County of the Blind…..H. G. Wells………!
حدث ولدك فلم تجد اذنا صاغية فهو ينتمي الى زمن العولمة اكثر من زمنك فلو قورن بينك والموبايل لفضله عليك…..! لا تتعجب…! فالموبايل ينفذ مطالبه الساذجة وانت تعترض عليها…..لو سالته ، ايهما اكثر اهمية في البيت اخته ام التلفزيون او الفيس بك لتشبث بالثاني….لا تتعجب ارجوك ولا تجادلني في ذلك…فالعولمة سرطان الاواصر الانسانية وهو مرض عضال للحاضر والمستقبل….عالجنا ذاك الداء المتمكن بالتدين فواجهنا التطرف وهو الاخطر حتى فضلنا المرض على بلاء الشفاء…..حدد موقعك وموقفك ان كنت تقدر وغير مصاريع ابواب حكمتك واترك ما فات وابحث عن جديد واخبرني ان كنت تستطيع……؟!