23 ديسمبر، 2024 3:46 م

الدوافع الخفية لتشكيل تحالف إسلامي عسكري تحت ذريعة محاربة الارهاب 

الدوافع الخفية لتشكيل تحالف إسلامي عسكري تحت ذريعة محاربة الارهاب 

اعلان السعودية اقامة تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب مكون من 34 دولة إسلامية، يكون مقره العاصمة السعودية الرياض له أهداف خفية غير تلك التي يعلن عنها ، أوجزها بما يلي :
– التحالف جاء بتوجيهات وأوامر أميركية تهدف الى انشاء جيش من عدد من الدول الاسلامية ، عربية وغير عربية لغرض استبدال المجاميع الإرهابية لتنظيم داعش في غرب وشمال العراق في مرحلة قريبة جدا وهو ما يفصح عنه تضمين الاعلان بان التحالف سوف يشكل خلال 72 ساعة، وهو ما أعلن عنه وزير الدفاع الأميركي هذا اليوم بان انشاء هذا التحالف يتماشى مع التوجه الأميركي الرامي الى انشاء كيان سني في هذه المنطقة.

– الدول المنضوية في التحالف اغلبها من الدول الفقيرة التي سوف تستفاد من الأموال الخليجية من خلال انضمام أبناء تلك الدول الى الجيش الموحد المزمع  إنشاءه تحت مظلة هذا التحالف ومن المستشارين و المعدات والتجهيزات وغيرها ، مما سينأى بهذه الدول عن الانضمام الى تحالفات اخرى وفي مقدمتها التحالف الذي رتبت له روسيا مؤخرا والهادف الى ضم مصر والأردن وغيرها من الدول اليه.

– التحالف الجديد هو جزء من الصراع الأميركي – الروسي الذي تديره بالوكالة السعودية وتركيا من جهة وإيران من جهة اخرى الذي يتسيد المشهد في هذه المنطقة الملتهبة من العالم.فالاميركان يريدون قضم الارض قبل الروس الذين حصلوا على مواطىء قدم جديدة في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية . واميركا من خلال التحالف الجديد تحاول ايضا الاستعجال في دفع جيش هذا التحالف المخطط لتشكيله اضافة الى التواجد العسكري التركي والكردي  قريبا من الموصل الى الاستئثار بالسيطرة على هذه المدينة تحت ذريعة مكافحة الارهاب الذي أعلن التحالف بأنه تشكل من اجل ذلك ، كذل السيطرة على أراضي الانبار وما جاورها قبل ان يحررها الحيش العراقي والمجاميع القتالية الساندة له.

– التحالف الجديد هو بوابة لحلب أموال جديدة من الدول الخليجية وخاصة السعودية والإمارات وغيرها ، التي ما انفكت أميركا من اعادة فتحها بين فترة واُخرى مع تغيير بسيط في سينوياهاتها منذ حرب الخليج الثانية وما تلاها من حروب وازمات وحتى الان.

– التحالف الجديد سوف يكون مدعوما بقوة من احد أعضائه تركيا في الجانب العسكري خاصة التي تمتلك ثاني اكبر جيش في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة الاميركية ، وضمن المخطط الأميركي فان جيش هذا التحالف هو الذي سيدخل الى الموصل والانبار بدلا من داعش ذات الصناعة الاميركية وسيجعل من هاتين المحافظتين جزءا من أراضي الدولة السنية التي ستضم اليها ايضا مناطق واسعة من سوريا تقع حاليا تحت سيطر داعش وأبرزها مدن الرقة ودير الزُّور وحلب وغيرها. لكي تكون منطقة حاجة وفاصلة مع العراق الشيعي وإيران .

– التحالف الجديد سيكون بديلا عن تحالف الحسم الذي فشل في تحقيق أهدافه المركزة على اليمن بشكل خاص ، وقد فقدت عدد من البلدان مثل السعودية والإمارات قادة كبار بينهم اثنان قتلوا قبل يومين ، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات لوقف القتال بين الأطراف المتنازعة منذ اكثر من سنة ، وهو ما يدلل على الفشل الذريع لهذا التحالف.

– قبل الإعلان عن التحالف الجديد ومنذ ان كان فكرة في طريقها الى التكوين والإعلان جرى التنسيق مع الجانب الكردي حول تسهيل دعمه على الارض ، وكانت زيارة رئيس اقليم كوردستان للسعودية وتركيا جزءا كبيرا منها للتنسيق حول هذا التحالف قبل الاعلان عنه ، مقابل تقديم دعم مادي ومعنوي وإعلامي للإقليم من قبل أميركا  وتركيا والسعودية ودوّل الخليج الاخرى .

– يمكن القول بان التحالف الجديد هو طائفي بامتياز والدليل عدم دعوة او ضم بلدان إسلامية مثل ايران والعراق وسوريا وغيرها ، وهو بمثابة منشار التقسيم الفعلي  في المنطقة بشكل عسكري مباشر وعاجل يهدف الى عدم اضاعة مزيدا من الوقت في العمل على إنجاز التقسيم بالطرق السياسية والدبلوماسية التي فشلت خلال السنوات الماضية . 

– بدءا من مطلع عام 2016 وحتى منتصفه سوف ينجز التحالف اغلب أهدافه المتمثّلة بالسيطرة على أراضي واسعة في العراق وسوريا تحت غطاء مكافحة الارهاب وإنشاء بذرة الدولة السنية وتحقيق تقسيم العراق وسوريا ضمن المخطط الأميركي – الصهيوني وسط غياب الدولة في العراق وتثلمها في سوريا .