23 ديسمبر، 2024 11:26 ص

الدوافع الحقيقية وراء التدخل الامريكي في العراق

الدوافع الحقيقية وراء التدخل الامريكي في العراق

ماذا جرى و ما الذي يجري كي تصل الامور الى درجة تختلط بها كل الخطوط و بلحظة و دون سابق تصور فالحرب على الارهاب في العراق قائمة منذ عام ٢٠٠٣.. ابتداءً لا ندخل في وصف الارهاب و استفراد داعش دون اخواتها و بناتها و لا في سجال عقيم حول الممول و الداعم فالكل يعمل اليوم على المكشوف و الاساليب واضحة تماماً لكن ما يثير الاهتمام ان امريكا و رئيسها الديمقراطي اوباما الذي اعلن مراراً انه سوف لن يزج بامريكا في حروب اخرى، فما الذي بدا مما جرى؟ و ما الذي تغير؟ اهو بمقتل ثلاثة صحفيين احدهم يهودي؟ اهؤلاء هم من اثاروا الحماس و الدعوة للانتقام ام دخول داعش الى العراق يوم ١٠/٦و قيامها بمجازر لا يمكن وصفها.. عموماً لا ندري من اثار حمية امريكا و بهذه الهمة ام ان لهم سيناريو اخر؟ كل شئ جائز و ما الاحداث الاخيرة الا حجة و سبب لتنفيذ برنامج قديم يجري طبخة منذ زمن بريجنسكي و كيسنجر، كان ذلك في السبعينات من القرن الماضي حول اهمية تقسيم المنطقة و ما اثار التحفظ و الخوف على العراق هو دعوة جو بايدن باعادة التذكير بتقسيم البلد. اذاً هل يمثل الارهاب الدموي بالعراق مبرر لجعل الناس تطالب بالتقسيم؟ ربما.. من يدري.
لقد شكلت في وقتها الصحوات لمواجهة العمليات الارهابية و قيل في وقتها ان الصحوات هي قرار عراقي و هكذا كان يؤكد المالكي لكن واقع الامر ان قرار انشاء الصحوات كان قراراً امريكياً و بقيادة الجنرال المتقاعد جون الن عندما كان الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات المشتركة و ما نهجه و استيراتيجيته بزيادة القوات الامريكية الا وفق دراسة اعدها معهد الدراسات الحربية في واشنطن. لا نود الاطالة في التفاصيل فالان يجري تشكيل صحوات جديدة و باسم الحرس الوطني و عودة جون الن للمسرح من جديد فخطورة هذا التوجه ان من يقاتل على سبيل المثال في الموصل و صلاح الدين هم رجال القبائل السنية فقط. احسبوها كما تريدون و كل مسؤول يدعي سلطته و استقلال قراره اقول له بصراحه انه يكذب! فالقبائل الكردية تقاتل في الشمال و القبائل السنية تقاتل في الوسط اما القبائل الشيعية فتلطم في الجنوب، فماذا يفسر ذلك؟ اعينونا مشكورين.

خطورة التدخل الامريكي:
الموضوع هو اخطر مما نتصور و اقولها واضحة كما اعتقد جازماً من خلال الدراسة التي اعدها هذا المعهد انها ستنفذ ما ذكره الجنرال مارتن دنبس قائد القوات الامريكيه و هيجل وزير الدفاع الامريكي الا جزء يسير من خطة امريكا السرية بالتدخل القادم مدفوع من ثلاث جهات و هي:
اولاً: وسائل الاعلام الامريكية المهووسة بحمى الحرب و المطالبة بالحل العسكري.
ثانياً: حشد من الليبراليين الجدد من دعاة التدخل.
ثالثاً: نزول اوباما عند رغبة معارضية السياسيين من المحتفظين الجدد و ولعهم بشن حرب طائشة.
ان نذر الحرب قد بدأت تنضج و ستطول فقد اتضح من دراسة معهد الدراسات الحربية الذي طالب بارسال ٢٥ الف جندي امريكي للانتشار في عمق الاراضي العراقية السورية و نوهت الدراسة الى ان السبب هو ضعف حجم العشائر السنية للخطة الامريكية في الوقت الراهن. ان اهمية هذه الدراسة انها صادرة من اهم اقطاب المحافظين الجديد و هو فريد كاغان الذي تنسب اليه خطة زيادة القوات الامريكية في العراق (الطفرة ٢٠٠٧) و التي طالب في تنفيذها بافغانستان و هو يعود اليا مجدداً الان فقد ذكرت الدراسة انه يتعين نشر قوات قتالية حجم كتيبة امريكية على الاقل بالاضافة الى القوات الخاصة داخل الاراضي السورية و احدى مهامها حشد قواتها على عجل لدعم القوات الامريكية الاخرى في سوريا و نوهت الدراسة الى ضعف حجم تاييد العشائر السنية المحلية للخطة الامريكية في الوقت الراهن و قالت بانه من السابق لاوانة التيقن من وجوده اصلاً اذ من غير الجائز اثبات او الغاء تلك النظرية من دون الانخراط المباشر على الارض.

مخاطر التدخل في الصحافة الامريكية:
و في الاوساط الامريكية اشارت صحيفة لوس انجلس تايمز على مشاعر الخيبة عند الشركاء الغربيين سيما (اخفاق امريكا الكارثي في العراق منذ الغزو عام ٢٠٠٣ بل هم من وضع حجر الاساس لنمو و ازدهار داعش في العراق) فضلاً عن امتعاضهم الجمعي من تخلي امريكا عن مسؤلياتها، اذ تركت دول الاتحاد الاوروبي تتحمل وطئة اللاجئين و الجماعات الجهادية التي نشات هناك.
و اعربت صحيفة نيويورك تايمز عن قلقها من تغير السياسة الامريكية ملاحقة داعش و قالت ان تصريحات مارتن دنبس تشكل التراجع عن الالتزام التام للرئيس اوباما بعدم زج البلاد بحرب طويلة الاجل مرة اخرى في الشرق الاوسط و اضافت ان اوباما غير مسار السياسة في وقت قياسي و فتح الباب امام مشاركة امريكية واسعة و اشد كلفة.
و اتهمت الواشنطن بوست الرئيس اوباما بالتراجع عن وعوده بشان السياسة الخارجية و تجاهله للقانون الدولي سيما ان داعش تضع نصب اعينها استثارة النزاعات و اشعال الحروب الطائفية و ليس استهداف الولايات المتحدة فكرة صناع القرار الامريكي بان (القوة العسكرية الامريكية لا تستطيع تحقيق السلام و انما زيادة الدمار).
و اخيراً نود ان نذكر بان السيد العبادي ليس افضل من المالكي في هذا الوقت بالذات فقد اظهرت الحقائق ان كلاهما يتحركان بالريموت ونترول و الاشارة و ان موجههما واحد و هو ذلك القابع خلف الستار فمن جديد لم تحصل الموافقة على مرشحي الاستيزار للدفاع و الداخلية منذ زمن المالكي الى وقت العبادي كما ان الصحوات كانت بفكرة و اشراف الواقف خلف الستارة ايضاً و الان تجري فصول ذات المسرحية تباعاً حيث لم تتم الموافقة على هادي العامري و غريب كونهم من قوات بدر التي كانت تمد مالياً من الايرانيين و لغاية عام ٢٠٠٣. لكن يبدو ان المساجلات على وزارتي الدفاع و الداخلية لازالت مرهونة بموافقة تتم عبر اشارة من ممثل العم سام اولاً و ليس مجلس النواب. فهل نفهم اسباب ذلك ام لازلنا نحاول اخفاء الحقائق المكشوفة.. سنرى..

*[email protected]