23 ديسمبر، 2024 5:36 ص

الدواعش .. موت سريري!

الدواعش .. موت سريري!

كانت التنظيمات الارهابية بمختلف ما اعلنت عن تسمية نفسها في لحظات مواكبة العمل الارهابي في مختلف بلدان العالم, كانت تنتظر فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف لتعترف بهزيمتها وترفع الراية البيضاء.
ربما سوف لن تنكسر هذه المجاميع الارهابية مع وجود شيوخ ومرجعيات دينية تبيح لها الاستمرار بالقتل, ووجود صانعي القرار وتوفر السيولة المالية التي تغذي الفكر الارهابي وتساعده على النمو, الا ان فتوى السيد علي السيستاني التي حاربت الارهاب والتطرف في العراق , أعطت الضوء الاخضر لخلق بيئة رافضة لهذا الوجود, ولعلها احدثت معادلة فيزياوية مهمة وهي ان الارهاب قوة تكفيرية موجودة هدفها القتل والتخريب, يقابلها قوة صالحة تعاكسها بالاتجاه والتفكير وتضاهيها بالقوة, وبالنتيجة هدفها بيئة فارغة سليمة من أي فكر ارهابي تكفيري.
لم تترك التنظيمات الارهابية التي اعلنت عن نفسها تحت مسمى داعش هذه المرة, لم تترك العراق بوصفه البلد الخارج للتو من تبعات النظام البعثي المباد, ينعم بالامن والاستقرار, كونها تمثل أمتداد حقيقي للفكر البعثي باعتبارها جزء لا يتجزء من مخطط, نترك العراق تراباً ونذهب, لذا تجدها زرعت خلاياها النائمة في كل مكان, وعملت على اظهار العراق بوضع اللامستقر.
مشكلة عراق ما بعد العام 2003 انه عمل بلا تخطيط لكيفية أدارة البلد, طبعا الخلل يكمن في من أمتلك زمام الامور ولم يبادر, لا بل تكمن في بعض اصحاب القرار الذين ذهبوا بمصالحهم بعيدا وانغمسوا بالمغانم ايما انغماس.
منذ العام 2003 والى حين دخول الدواعش الى مدينة الموصل, بعد تداعيات انسحاب الجيش العراق ونتيجة صراع القيادات داخل المحافظة, كان العراق أخطر دول المنطقة أمنيا, في ظل تواجد تهديدات حقيقة وغياب واضح لفرض الامن, ذلك ما عجل من سيطرة الدواعش على اغلب المناطق غير الخاضعة للدولة, اذ قاد فكر المغانم والمغارم الذي اسقطه بعض المتصدين على فكر قيادة البلد, لخلق بيئتين الاولى تحت سيطرة الدولة وهي المناطق السهلة المحسوب ولائها للوطن, بينما البيئة الثانية هي الحاضنة للارهاب.
عجلت فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف المتمثلة بسيد علي السيستاني, الذي دعا للجهاد وحمل السلاح بوجه الفكر الارهابي واقتلاعه من جذوره, بالموت السريري للإرهاب بكافة مسمياته.