20 ديسمبر، 2024 2:48 ص

الدواء والدولار والدولة … 

الدواء والدولار والدولة … 

على عكس القاعدة الاقتصادية المعروفة ( إذا زاد العرض إنخفض السعر ) تعمل الصيدليات في العراق .. فهي رغم ( كثرتها الكاثرة ) اليوم في الشوارع والاحياء ، لكن اسعار الدواء عالية ، وفي تصاعد مستمر.. وعندما تسأل عن السبب تسمع الجواب دائما ( الدولار وما ادراك ما سعره وتأثيره ) … واذا كانت الدولة لا تستطيع إنتاج ما يسد حاجة المواطن من السلع الضرورية ، وخاصة الدواء الذي يأخذ حصة كبيرة في ( ميزانيات ) الكثيرمن العوائل ، فهل ليس بمقدورها مراقبة الاسعار ، وضبطها بشكل يحقق مصلحة الطرفين ( البائع والمشتري ) …؟.. فلا يجوز أن تترك السوق في مهب رياح تقلبات الظروف السياسية والازمات ، أو ( أمزجة ) التجار ، و( جشع ) البعض أوعدم تقديره لقيمة ما يتعامل به من سلع لها تأثير كبير على المواطن .. وهناك حاجات ضرورية تتعلق بالحياة ، ولم يكن أمام المواطن غير أن يشبعها ، و تنفيذ ( رغبات وشروط من يتحكم بها ) ، وخاصة الغذاء والدواء ، ولذلك يصبح ضروريا في بعض الاحيان تدخل الدولة بثقلها الكبير لتنظيم حركة السوق ، وتأمين تلك السلع وحماية المواطن .. وقد تضطر في حالات معينة الى أن تفتح ( شركات ) لبيع سلع متنوعة من خلال منافذها المتعددة في عموم البلاد ، لكي تحافظ من خلالها على إستقرارالاسعار ، وتوفير سلع جيدة يحتاجها المواطن ، وتساوي قيمتها ( بالعملة الاجنبية ) من مناشيء و( ماركات) عالمية ، وتغادر هذه الحالة ،
وتغلق تلك ( الدكاكين ) اذا جاز التعبير، عندما تتغير الظروف ، وتنتفي الحاجة اليها ..
أن ضمان صحة المواطن من اولى مهمات الدول المتطورة ، وتشمل برعايتها ( بني الانسان ) من غيرمواطنيها أيضا ، وتتحمل كل ، أو نسبة معينة من تكاليف علاج المواطن ، وتعده جزءا من الضمان الصحي والاجتماعي له ، وهو ليس منة منها عليه ، بل هو من عائد ما يدفعه من ضرائب ، او ما تحصل عليه الدولة من موارد اخرى .. واليوم لم يعد الأمن والارهاب وحده يؤرق المواطن ، بل أصبح المرض هاجسا أخر يقلقه ايضا ، ليس خوفا على صحته ، وما أغلاها ، بل بسبب ( ارتفاع أسعار الأدوية وتكاليف مراجعة المستشفيات ، واجور الاطباء التي هي الاخرى في زيادة مستمرة ، وتكاليف العملية الجراحية الباهضة ، وملحقاتها من السونار ، والتحاليل ، والاشعة ..الخ ) … فهل بمقدور الفقير أن يتحملها …؟!
الدواء كالغذاء حاجة اساسية وليست كمالية ..
والرعاية الصحية في مقدمة المهمات الاساسية والانسانية للدول ، تؤمنها لكل من يعيش على أراضيها ، وان لم يكن من مواطنيها … . فاين الاصلاح من ذلك الاستثمار في أثمن مجالاته ، وأربحها على الاطلاق ..وهو الانسان ..؟.

أحدث المقالات

أحدث المقالات